وسط تصاعد حالة الترقب وحبس الأنفاس أمام مجريات الحرب الإسرائيلية- الإيرانية المفتوحة على شتى الاحتمالات، بما فيها ترجيح كفة أن تطول لأسابيع قبل جلاء غبار النتائج العسكرية والاستراتيجية التي ستفضي إليها وما إذا كانت ستفتح أو تنهي إقفال باب الخيار الديبلوماسي، تترقب بيروت وصول المبعوث الرئاسي الأميركي إلى سوريا والسفير في تركيا توماس بارّاك على الأرجح غداً الخميس في أول مقاربة له للملف اللبناني. وبدا واضحاً أن المعنيين اللبنانيين لا يملكون بعد توضيحات استباقية حول دوافع الإدارة الأميركية لتكليف بارّاك بالملف اللبناني كلاً بما يشمل الوضع بين لبنان وإسرائيل، أو جزئياً في الجانب المتصل بلبنان وسوريا فقط في انتظار أن يوضح بارّاك بنفسه طبيعة تكليفه، علماً أن المعطيات الأولية التي تتردد في الأوساط الرسمية ترجح أن تكون مهمة بارّاك في لبنان موقتة وظرفية في انتظار تثبيت والتحاق السفير الأميركي الجديد المعيّن في لبنان، أو تعيين مبعوث ثابت مكان مورغان أورتاغوس التي نقلت إلى موقع ديبلوماسي آخر. وترجح أوساط معنية لـ”النهار” أن تتّسم مهمة بارّاك في بيروت، ولو أن برنامج تحرّكه ولقاءاته لم يعرف بعد، بأهمية عالية نظراً إلى سببين: الأول اتّضاح الرؤية الأميركية حيال لبنان وما إذا كان تولي المبعوث الأميركي ملفي سوريا ولبنان فيما هو سفير بلاده في تركيا، يعكس تصوراً أميركياً لترابط ما بين الساحات، وكيف سيترجم هذا الترابط. والثاني، أن الموفد الأميركي سيبلغ إلى بيروت بوضوح تام موقف إدارته من المسار اللبناني في مسائل نزع سلاح “حزب الله” واتفاق وقف النار مع إسرائيل والاتجاهات التي تنوي الإدارة الأميركية التزام تنفيذها بعد الحرب الإسرائيلية- الإيرانية لدعم لبنان في ملف السلاح والإعمار. وستكون زيارة الموفد الأميركي أول خطوة من شأنها كسر جمود المرحلة الراهنة، كما ستشكل أول مقاربة أميركية لبنانية للحرب الإسرائيلية- الإيرانية الجارية وتداعياتها على المنطقة، باعتبار أن بارّاك هو أول موفد ديبلوماسي أميركي يزور بيروت منذ اندلاع هذه الحرب.