أطلقت “جمعية زراعتنا صناعتنا” في مؤتمر صحافي عقدته في “قاعة ليلى الصلح حمادة” في وزارة السياحة، النسخة الثالثة من مهرجانات بلدة ترتج – قضاء جبيل، بعنوان “عالترتجاني”، برعاية وزيرة السياحة لورا الخازن لحود ممثلة بالمديرة العامة للوزارة جومانة كبريت، والتعاون مع وزير الإعلام الدكتور بول مرقص ممثلا بمستشاره شادي البستاني ووزير الزراعة الدكتور نزار هاني ممثلا بمستشاره فادي غانم، ومشاركة رئيسة الجمعية داليدا بولس اسطفان، في حضور رئيس “حركة الأرض” طلال الدويهي وعدد من رؤساء الجمعيات والفاعليات السياحية والفكرية والثقافية والبلدية وإعلاميين.
ممثلة وزيرة السياحة
بعد النشيد الوطني، تحدثت كبريت، فاوضحت ان “مهرجان هذا العام يحمل شعارا وطنيا عزيزا علينا جميعا، هو “عيد الجيش اللبناني” بما يمثله من رمزية راسخة في وجدان اللبنانيين ودور محوري في صون الوطن ووحدته وحريته وكرامته”، ولفتت الى ان “وزارة السياحة تؤمن باهمية رعاية المهرجانات ودعم المبادرات المحلية التي تساهم في تنشيط الحركة السياحية وتفعيل العجلة الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الريفية”، وقالت: “قرية ترتج الواقعة في قضاء جبيل، تتميز بطبيعتها الجميلة وهوائها النقي وطاقاتها الشبابية الواعدة وهي تستحق ان تكون على خارطة السياحة المحلية والعالمية”.
واعتبرت أن “هذا المهرجان الذي يستقطب اهالي القرية وفاعليات من مختلف المناطق اللبنانية، يشكل فرصة واعدة لتنميتها وتعزيز مشاركتها في الحياة الثقافية والسياحية والريفية والاجتماعية، لا سيما من خلال اشراك الشباب والمرأة في نشاطاتها وتسليط الضوء على مقوماتها الريفية والطبيعية”.
واكدت “اهمية التعاون بين الوزارات والجمعيات والبلديات والهيئات المحلية”، وثمنت “هذا النموذج الناجح من الشراكة بين الوزارات والمجتمع المحلي”.
ممثل وزير الزراعة
من جهته، قال غانم: “أقف اليوم بينكم ممثلا وزير الزراعة الذي يحييكم ويثمن عاليا هذه المبادرة الراقية التي تنطلق من عمق الريف اللبناني وتحتضن اليوم من قلب العاصمة بيروت، برعاية وزارة السياحة ومواكبة حقيقية من المجتمع الأهلي”، واشار الى اننا “أمام فعل ثقافي وإنساني وتنموي، لا مجرد مهرجان موسمي”.
اضاف: “عالترتجاني” بنسخته الثالثة، هو ثمرة إيمان عميق بالأرض وتجسيد صادق لرسالة قادرة أن توصل الصوت من القرى النائية إلى المؤسسات المركزية، ومن المبادرات الفردية إلى الرؤية الوطنية الشاملة. ترتج، هذه البلدة الجبيلية العريقة لم ترد أن تنتظر دعما خارجيا أو مؤتمرات دولية لتنهض. بل قررت، بقيادة نسائها وأبنائها، أن تتكئ على تاريخها وتراثها وعلى إرادة أهلها، لتصنع من التضامن المحلي قوة تغيير فعلية”.
ولفت الى ان وزارة الزراعة، “تقرأ هذا الحدث من زاويتين، أولا، كرسالة دعم للمجتمع الريفي، وثانيا، كترجمة عملية لرؤية الوزارة الجديدة التي تقوم على تطوير الاقتصاد الريفي الشامل والمترابط، لا الفصل بين القطاعات والوزارات. نحن لا ننظر إلى الزراعة على أنها قطاع إنتاج فقط، بل كمحرك تنمية يرتبط بالسياحة، بالصناعة المحلية، بالبيئة، بالتراث، وبالعدالة الاجتماعية”.
وتابع: “إن مهرجان “عالترتجاني” يمثل نموذجا مثاليا لهذا التكامل الذي نسعى إليه: إنتاج محلي يعرض بفخر، نساء ريفيات يقدن التنظيم لا يكتفين بالحضور، شباب يعرضون مواهبهم ويجدون في هذه الفعاليات فرصا جديدة، وأرض تروى بالانتماء قبل أن تروى بالماء”.
واردف: “فرؤية وزارة الزراعة تتجه بثقة نحو: التمكين الحقيقي للمرأة الريفية المنتجة والمبدعة، توفير حوافز وفرص للشباب كي يبقوا في أرضهم وبلداتهم، تشبيك الزراعة مع السياحة والبيئة في إطار تنمية مستدامة، وتثبيت الريف كمساحة حياة وكرامة، لا كمجرد ممر للهجرة والنزوح”.
وأشاد غانم بـ”من حمل هذه الفكرة واحتضنها ومولها ودافع عنها، في زمن صعب وشديد القسوة على المبادرات”، ونوه بـ”دور اسطفان، التي هي بحق نموذج المرأة الريفية القيادية، الصلبة بإيمانها، المنفتحة في رؤيتها، التي سخرت مهنتها كمحامية، وثقافتها، وانتماءها، لتكون صوتا لأرضها ومجتمعها، لا لمصلحة خاصة أو منفعة انتخابية”، ولفت الى ان “تمويل المهرجان تم بجهدها الشخصي، من دون أي دعم خارجي، وهذا بحد ذاته رسالة: أن التنمية الحقيقية تبدأ عندما نقرر أن نكون شركاء في الحل لا ضحايا في الأزمة. كما أن فتح أبواب المهرجان للجميع، هو فعل أخلاقي بقدر ما هو ثقافي. لأن الثقافة لا يجب أن تكون حكرا، والفن يجب أن يكون بمتناول الجميع، والمنتج المحلي يجب أن يصل من المزارع إلى المستهلك دون أن يغرق في البيروقراطيات والأسواق المحتكرة”.
وقال: “تزامن هذا المهرجان مع عيد الجيش اللبناني مطلع شهر آب، يضيف بعدا وطنيا أعمق. فكما يحرس الجيش حدود الوطن، فإن أهل القرى يحمون روحه، مضيفا: لا يمكن لأي خطة إنمائية أن تنجح من دون أمن واستقرار. ومن هنا، فإن تحية الوفاء للجيش هي تحية للكرامة والسيادة وللشراكة بين السلاح الشرعي والعمل المجتمعي”.
وختم قائلا: “من هنا، من وزارة السياحة، ومن قلب بيروت، نوجه نداء مشتركا باسم وزارة الزراعة: فلنعد الاعتبار للقرى، ليس فقط بالكلام، بل بالسياسات والاستثمارات والمهرجانات التي تبقي الناس على أرضهم، لنؤمن بالمرأة، لا كعنصر مساعد، بل كقائدة حقيقية وشريكة في القرار، لنعط الشباب الفرصة ليبدعوا في وطنهم، لا خارجه ولنحم تراثنا، لأنه ليس ماضينا فقط، بل مدخلنا لمستقبل مختلف”.
ممثل وزير الاعلامي
وقال البستاني: كلفني فشرفني وزير الاعلام الدكتور بول مرقص بتمثيله في حفل اطلاق مهرجات مجموعة زراعتنا – صناعتنا، الذي سيقام في بلدة ترتج الجبيلية”، شاكرا ممثلي الوزراء، وخص “اسطفان، على اهتمامها بوطنها الام بالرغم من نجاحها في بلاد الاغتراب”، واشار الى ان “هذا المهرجان السياحي، هو سلسلة من المهرجانات التي تطلقها وزارة السياحة، بالتعاون والتنسيق مع وزارة الاعلام، لتنشيط وتفعيل المواسم السياحية في لبنان. وهذا المهرجان، كبقية المهرجانات، ينشر الفرح والسعادة والثقافة والتلاقي، ورسالة ان لبنان، كان وسيبقى منارة هذا الشرق”.
وتوجه البستاني بالتهنئة، لمناسبة إطلاق المهرجان وللبنانيين بـ”النشاطات السياحية على امتداد الوطن”، موجها “تحية حب واحترام من وزير الاعلام الحريص على اطلاق مثل هذه الفعاليات التي تساهم في نهضة لبنان”.
وختم محييا الجيش اللبناني “حامي الوطن والشرعية”.
اسطفان
وفي الختام القت أسطفان كلمة شكرت فيها الوزارات المشاركة “وكل من ساهم في اطلاق النسخة الثالثة من مهرجان ترتج، مهرجان الاخاء والتعاون والمحبة”، مشددة على “أهمية التعاون بين الوزارات”.
واعلنت بدء فعاليات المهرجان في الأول من آب، معتبرة انه “ليس وليد صدفة. فترتج منذ نشأتها كانت إبنة الجيش اللبناني أمه في آن معا”.
كما اعلنت برنامج المهرجان الذي يتضمن:
“1 آب: الافتتاح الرسمي مع الفنان عامر زيان بمشاركة فرق دبكة لاحياء التراث اللبناني.
-2 آب: مغني الأوبرا جيل يوسف وبرامج خاصة للأطفال وألعاب وعروض ومغنين من ترتج.
-3 آب: عرض احترافي لقيادة السيارات من نادي فيليكس رايسينغ، والختام مع الفنان أنطوني عزيز”.