نشرت صحيفة “الإندبندنت” مقالاً لمحرر شؤون الدفاع والأمن، كيم سينغوبتا، بعنوان “كبير المفاوضين الإيرانيين يحذر واشنطن من فشل المحادثات النووية إذا لم ترفع جميع العقوبات”، إذ يحذر علي باقري كني، كبير مفاوضي طهران، من أن المحادثات الأولى التي من المقرر أن تجريها الحكومة الإيرانية الجديدة مع القوى الدولية بشأن البرنامج النووي للبلاد ستفشل ما لم توافق الولايات المتحدة على مجموعة رئيسية من الشروط.
ويبدأ الكاتب مقاله مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي للمفاوضات في فيينا هو عودة إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى الاتفاق التاريخي التي انسحب منه سلفه، دونالد ترامب، من جانب واحد وفرض عقوبات على إيران.
بيد أن باقري كني شدد على أن أي تقدم على صعيد نجاح المفاوضات يتطلب أن يسبقه رفع كل العقوبات الأميركية المفروضة على طهران، وضمان أن إدارة واشنطن بأنها لن تنسحب في المستقبل مرة أخرى من الاتفاق كما فعل ترامب.
وفي حديثه إلى “الإندبندنت” شكا باقري كني من أن إدارة بايدن تكرر بعض أخطاء الإدارة السابقة، وتواصل انتهاج “سياسة فاشلة” تتمثل في ممارسة “ضغوط قصوى” على طهران، الأمر الذي أسفر عن حدوث “ارتباك سياسي”.
وجاء تحذير باقري كني، الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية، في وقت تتزايد فيه حالة من الغموض والقلق بشأن برنامج إيران النووي. كما يأتي اجتماع فيينا في أعقاب انتخاب إبراهيم رئيسي، المحافظ، رئيسا لإيران، وهو انتخاب أعقبه توقف للمحادثات التي كانت جارية بين طهران ودول أخرى موقعة على الاتفاق مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا.
ويقول الكاتب إن ثمة اعتراف كبير بين الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق، المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة، بأنه لن يكون فعالا ما لم تنضم إليه الولايات المتحدة. بيد أن باقري كني قال لصحيفة “الإندبندنت”: “رفع جميع العقوبات المرتبطة بخطة العمل الشاملة المشتركة، مثل العقوبات المفروضة في إطار حملة ممارسة (الضغوط القصوى)، شرط ضروري لنجاح المفاوضات”.
ويقول دبلوماسيون بارزون إن الأمريكيين على استعداد لرفع بعض العقوبات، وثمة اعتقاد بأن إدارة بايدن ستفكر في التصريح بأنها لن تترك خطة العمل الشاملة المشتركة إذا انضمت لها مرة أخرى، بيد أنها غير قادرة، بموجب الدستور، على فرض مثل هذه القيود على إدارات أمريكية أخرى في المستقبل.
ويقول الكاتب إن تراجع شعبية بايدن والهزائم الأخيرة للديمقراطيين في الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني، بما في ذلك الخسارة الكبيرة في انتخابات اختيار حاكم ولاية فرجينيا، أثار مخاوف إيرانية من احتمال فوز الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية عام 2024 واحتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض.
لذا تزعم طهران أن إدارة بايدن لا تتخذ الخطوات اللازمة لبدء المحادثات، وهو ما أشار إليه باقري كني قائلا: “للأسف، السياسة الفاشلة لمواصلة حملة ممارسة ضغوط قصوى (على طهران)، التي بدأتها إدارة ترامب، لا تزال على جدول أعمال إدارة بايدن”.
وفيما يتعلق بالدور الأوروبي قال كبير المفاوضين الإيرانيين: “على الأوروبيين … تنفيذ خطوات عملية لرفع العقوبات. نقيس مواقف الدول الأخرى مع مراعاة مصالحنا الخاصة. إن اتصال وتفاعل تلك الدول مع الولايات المتحدة ليس موضوع نقاش بالنسبة لنا. ويجب أن تكون الدولة التي لها مقعد على طاولة المفاوضات قادرة على اتباع سياسات مستقلة، وإلا لماذا يجب أن تكون على الطاولة؟”.