كشفت مصادر ديبلوماسية لـ”الجمهورية”، عن أنّ سفراء “اللجنة الخماسية” سيواصلون تحرّكهم وجهودهم لتوفير المناخات التي يمكن ان تعجّل في تلاقي المكونات السياسية والتوافق في ما بينها على رئيس للجمهورية. وقالت انّ ثمة تحضيرات لتحرّك جديد لسفراء الدول الخمس في المدى المنظور، مرجحة ان يكون هذا التحرّك في اتجاه اللقاء من جديد بينهم وبين رئيس مجلس النواب نبيه بري.
على انّ اللافت للانتباه في موازاة ذلك، كان الاتصال الهاتفي الذي اجراء الوسيط الفرنسي جان ايف لودريان بالرئيس مبيه بري، وناقش معه الوضع الرئاسي وتطورات الوضع في الجنوب. وفيما قالت المصادر الديبلوماسية انّها تقرأ حضور لودريان بشكل مباشر على هذا الخط، بأنّه عامل مساعد لا يخرج عن حراك وهدف “اللجنة الخماسية”، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ”الجمهورية”: “انّ السفارة الفرنسية في بيروت كان لها دور في حصول هذا الاتصال، ومحاولات تأمينه خلال منتصف الاسبوع الماضي، عبر اتصالات مع عين التينة، حيث تمّ التوافق على موعد هذا الاتصال في الساعة السادسة والربع من مساء الأحد. وهذا ما حصل بالفعل”.
اما في الجانب الآخر لهذا الإتصال، كما تقول المصادر، فإنّ لودريان سبق له ان تعرّض لمداخلات من داخل “اللجنة الخماسية” تناولت دوره، وهو أمر لا يريح الفرنسيين، ومغزى الاتصال، وإن كان يكمل او يتناغم مع حراك “الخماسية”، فإنّه في جانبه الأساسي ايضاً قد يبدو رسالة فرنسية تعكس إصرار باريس على تأكيد حضورها وفعالية دورها في كلّ الملفات الداخلية، سواءً كدولة يمثل لها لبنان رمزية تاريخية، او كدولة عضو في “اللجنة الخماسية”. واولويتها كما اكّدها الرئيس ايمانويل ماكرون إنهاء عاجل لأزمته الرئاسية ومنع تمدّد الحرب الى لبنان.
وكشف الرئيس بري انّ “الاتصال الذي تلقّاه من لودريان كان جيداً” وقال انّه أبلغ الى الوسيط الفرنسي انّ هناك مبادرة لـ”تكتل الاعتدال” تحظى بدعمه ودعم “الخماسية” وعندما يستجد جديد نعود للتهاتف”.
ورداً على سؤال عمّا اذا كانت مبادرة الاعتدال قد انتهت، قال بري: “بالعكس، بعدها بعز شبابا”، مشيراً الى انّه اكّد للتكتل في زيارته الاخيرة لعين التينة استعداده للمساعدة والتسهيل.
وعلى الخط الجنوبي، جدّد رئيس المجلس التأكيد انّ كل شيء مرتبط بوقف العدوان على غزة، كاشفاً عن نقاط عدة يمكن الاتفاق عليها في ما خصّ القرار 1701.
الى ذلك، كانت لافتة امس، زيارة السفيرة الاميركية ليزا جونسون الى بنشعي ولقاؤها رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، حيث جرى بحث في آخر المستجدات السياسية والاقليمية.