التايمز: ترامب “حليف لا يعتمد عليه”

نشرت صحيفة “التايمز”، افتتاحية بعنوان “حليف لا يعتمد عليه”. وتقول الصحيفة إن رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب الولايات المتحدة من ورطة الشرق الأسط أمر يمكن فهمه. فكما أوضح في سلسلة من التغريدات الغاضبة الاربعاء “أنفقت الولايات المتحدة ثمانية ترليونات دولار للحرب في الشرق الأوسط والإشراف عليه… قتل الآلاف من جنودنا وأصيبوا بإصابات خطيرة…الذهاب إلى الشرق الأوسط أسوأ قرار اتخذ في تاريخ بلدنا”.

وتشير الصحيفة إلى أنه لا يمكن توجيه اللوم لترامب للمعضلة التي يواجهها الآن في الشرق الأوسط، فقد كان قرار الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تمويل وتسليح قوات سوريا الديمقراطية، حلفاء الولايات المتحدة الأكراد في الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وتضيف أن هذا جاء على الرغم من معارضة تركيا، وهي حليف للولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد أن أدى إخفاق أوباما في الرد على استخدام السلاح الكيمياوي إلى اشتداد الحرب الأهلية.

وتقول الصحيفة إن ما سبق لا يمثل مسوغا لقرار ترامب سحب المستشاريين الأمنيين من الحدود التركية السورية، مما كان بمثابة ضوء أخضر لتركيا لمهاجمة قوات سوريا الديمقراطية. وترى أن سحب القوات الأميركية يهدد بإعادة اشتعال ما أصبح صراعاً “مجمداً” في سوريا.

وتعتبر الصحيفة أنه إذا شرع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في إقامة منطقة آمنة على طول 300 ميل مع الحدود مع سوريا، فإن الجيش التركي سيواجه مقاومة عنيفة، وذلك قد يؤدي إلى جذب القوات الحكومية السورية إلى النزاع، كما أن تجدد حالة عدم الاستقرار قد تؤدي إلى أزمة إنسانية جديدة. كما أنه قد يؤدي إلى عودة تنظيم الدولة الإسلامية.

وتقول الصحيفة إن قرار ترامب التخلي عن الأكراد يثير المزيد من التساؤلات عن التوجه الأوسع للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، مضيفةً أن الولايات المتحدة كانت القوة الأوسع نفوذا في الشرق الأوسط سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً منذ عام 1945.

وتضيف “التايمز” أن الولايات المتحدة واجهت أحيانا إخفاقات في الشرق الأوسط، ولكن أكبر الإخفاقات التي واجهتها كانت في محاولاتها الابتعاد عن المنطقة، مما شجع قوى محلية، فعلى سبيل المثال فإن الابتعاد الأميركي بعد انسحاب السوفيت من أفغانستان أدى إلى غزو الرئيس العراقي صدام حسين للكويت عام 1990، مما بدأ ثلاثة عقود من التدخل الأمريكى العصيب في المنطقة.

وتختم الصحيفة قائلةً إن أكبر مشكلة في معاملة ترامب القاسية للأكراد هو الرسالة التي يرسلها لغيرهم من الحلفاء، وقد سبق أن أدى رد ترامب الفاتر على الهجمات التي تعرضت لها منشآت نفطية سعودية إلى قلق السعودية و”إسرائيل”.