قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل:” الإحتفال بالأعياد يعبر عن طريقتنا للمقاومة ورفض الموت والتمسك بأرضنا وكل أحد يحافظ بطريقته على هذا البلد الفريد ولبنان يقاوم الموت وأطفال لبنان يشاركون أطفال غزة على طريقتهم بالفرح الذي يدل على الأمل ونحن أولاد قضية استشهد في سبيلها العديد وأفضل مواجهة لإسرائيل هو بناء دولة وإقامة اقتصاد قوي والمنافسة بطريقة الحياة وإسرائيل بقيت جسماً غريباً مرفوضاً في المنطقة والنموذج اللبناني في التأقلم والصمود يواجه النموذج الإسرائيلي الأحادي”.
وأضاف باسيل خلال مقابلته عبر الـ “او تي في”:” ما نعيشه اليوم هو صراع وجود وبدأ بوعد بلفور وإسرائيل نكلت بالفلسطينيين وتزيد مستوى الكراهية والحقد وتولد هذه المقاومة المسلحة وإسرائيل لن يكتب لها الغلبة بمنطق القوة والفلسطينيون لا يمتلكون خياراً إلا القتال للمحافظة على أرض أجدادهم وفكرة أرض الميعاد وركائزها لا تصح وحتى الولايات المتحدة لم يعد بإمكانها تغطية ما يحصل وحتى أكذوبة حقوق الإنسان فُضحت وفي أوروبا وأميركا وحجم العنف لا تقبله الإنسانية.هناك شتات فلسطيني يجب أن يعود إلى أرضه وفي المقابل هناك هجرة طوعية من إسرائيل وهذا الترانسفير مزدوج ويكمله نتنياهو في غزة ويريد أن يشمل به مصر والأردن”.
وأشار باسيل الى ان أزمة إسرائيل لا تقتصر على غزة بل تشمل الضفة حيث تحصل يومياً اقتحامات عسكرية والشعب الفلسطيني رأى أنه للتمسك بحقوقه لا بد له أن يقاتل ولسنا مع منطق وحدة الجبهات لكن أفهم من يستعملونه للحصول على مكاسب وفي النهاية نحن مع منطق السلام وفلسطين هي التعبير عن التعايش السلمي بين الأديان السماوية والإسرائيليون يستعملون التوراة في أفظع تعابير الحقد على الآخر لتبرير ما يقومون به.
وتابع باسيل:” متفقون مع حزب الله على حماية لبنان ومواجهة إسرائيل التي تعتدي دائماً علينا لكن ليس أكثر من ذلك ووثيقة التفاهم لم تتحدث عن تحرير فلسطين لأن ذلك مهمة الفلسطينيين على أرضهم وهم من يقررون كيف يواجهون على أرضهم، ولا ننسى سقوط 150 شهيداً من حزب الله وهؤلاء ماتوا دفاعاً عن لبنان وبات يمكننا تحصيل حقوق لبنان ونحن قدمنا في ورقتنا خلال الجولة التشاورية نقاط ثوابت من بينها تنفيذ القرارات الدولية وال1701 واستعادة الأراضي اللبنانية المحتلة وأولها مزارع شبعا وعودة اللاجئين الفلسطينيين وحقوقنا في موارد الغاز وعودة النازحين السوريين ولا يقولن أحد أن النقطة الأخيرة ليس لها علاقة بالصراع مع إسرائيل”.
وأردف باسيل:” نتنياهو يريد استمرار الحرب ليبقى في السلطة والحرب على هذه الحال لا يمكن أن تستمر ونتنياهو فشل في القضاء على حماس والإصابة التي تعرض لها الكيان الإسرائيلي ليس بسيطاً، وما يطرحه هوكشتاين يقتصر على أمر صغير وهو يتطلب وجود رئيس للجمهورية فمن يفاوض؟ وأنا أحذر من أن السقف قليل نسبة لما نريده وحل النقاط المتنازع عليها غير كافٍ وأي شيء يستدعي اتفاقاً يتطلب رئيساً للجمهورية ورئاسة الجمهورية ليست في سوق مقايضة وقضية الحرب لا تصرف في لبنان داخلياً ولا أحد يمكنه التعاطي مع رئاسة الجمهورية بهذا الشكل ولا أحد يعتقد أن دم الشهداء هو في سبيل تحصيل مكاسب سياسية بل تحرير الأرض وهذا ما قصده السيد نصرالله لجهة أن المقاومة تحرر الأرض”.
ولفت باسيل الى ان هناك أزمة أوجدتها إسرائيل مع لبنان تتمحور حول النقاط الخمسة التي طرحناها وال1701 يجب أن يطبق من الجانبين اللبناني والإسرائيلي. مضيفا:”رسمنا خياراتنا للبنان كدولة عربية مشرقية متوسطية قائمة على التنوع وطبيعي أن يكون لبنان صلة وصل بين الحضارات وبين الشرق والغرب ولبنان يجب أن يؤمن ثنائيات أساسية: دولة نعيش فيها جميعاً والوحدة الوطنية ضمن الشراكة والإستراتيجية الدفاعية متلازمة مع السيادة ولا أتخلى عن أي منطقة في لبنان وعن قدرة المسيحي على العيش مع الآخر ونرفض النموذج الإسرائيلي القائم على الإنعزال وهل نسينا عندما عزلنا أنفسنا في الحرب كيف وصلنا إلى هزيمة وأنا لا أقول أننا يجب ألا ندافع عن أنفسنا عندما نتعرض لخطر ويجب تحييد لبنان عن الصراعات التي لا نفع منها لكن ليس الحياد ومن دون فك التزامه بقضايا المنطقة وتلك المُجمع عليها ونسعى لتطوير النظام على أساس الدولة المدنية وإصلاح الخلل في الدستور وانشاء مجلس شيوخ وتوحيد الأحوال الشخصية ولكن الأهم هي اللامركزية الإنمائية”.
وقال باسيل:”لم نعط حزب الله سلاحاً أو مالاً أو دماً بل قدمنا موقفاً سياسياً واجباً علينا لجهة الوقوف مع اللبناني ضد الإسرائيلي وهذا خيار وليس رهاناً وهذا ينطبق أيضاً على السُنّة وهذا أقل واجبات التضامن للمحافظة على وحدتنا لأن الخيار الآخر غير قابل للحياة ونطالب بالإستراتيجية الدفاعية من خلال الحوار اللبناني ولا نبدي أي أولوية على حريتنا وكرامتنا لكن من يتكلم على الدور المسيحي أحملهم المسؤولية حول إطالة أمد الفراغ وتغطية حكومة تصريف الاعمال واجتماعها على بنود فضفاضة وهم لحسابات سياسية غيروا موقفهم للتمديد في سبيل النكاية وتحقيق أغراض سياسية صغيرة وأتكلم عن المرجعيات الدينية والسياسية التي غطت هذه الأمور لأننا نبهناها”.
واضاف باسيل خلال مفابلته على الـ”او تي في”: “لماذا الرئيسان بري وميقاتي يطلبان انتخاب رئيس طالما أن مجلس النواب “ماشي حاله”؟ ألم يكن بإمكاني أن أكون “شريك سلطة”؟؟ يجب أن يبقى أحد يقول إن البلد يقوم على دستور وقانون ولا يوجد اليوم ضابط دستوري أو أخلاقي!”.
وردا على سؤال عن المقايضة اوضح باسيل:” لسنا مستعدين أن نكون جزءاً من مشروع الفشل وتمسكنا بمبادئنا إزاء التمديد وهناك مواصفات للحد الأدنى للرئاسة لكن انتخاب رئيس من دون المسيحيين “ما بتقطع” وهذا ما يوصل إلى نزعات “التقسيم”.هل الرئاسة استحقاق للتمريك على بعضنا أم لخلاص البلد من الأزمة الوجودية؟ لا ننسى مأساة الناس التي تعيش الوضع المزري وهل هذا ما يستأهله لبنان بهذا الإنحطاط؟. المشكلة ليست مشكلة أشخاص وما يمشينا الإقتناع بالبرنامج واللامركزية والصندوق الإئتماني ليسا للتيار الوطني الحر”.
واردف باسيل:”موقفنا من الرئاسة إيجابي من ناحية عدد كبير من المرشحين ولا نتمسك ب”اللا” وعلينا واجب أن نقوم بمساعٍ سواء صامتة أو معلنة وحركتنا لم تتوقف في أننا يمكننا إيصال رئيس توافقي وفي آخر لقاء مع الرئيس بري وجدته إيجابياً وأراهن أن يحصل تلاق على الحل من خلال انتخاب رئيس توافقي أي أن نتفق عليها لأن الأسماء المطروحة حالياً ليس لديها فرصة للوصول ولا زلت استبعد ترشيحي لأن ليس مهماً الوصول بل النجاح ولا نريد الدخول في تبني أحد بل نريد التسهيل للخروج من الفراغ ونشارك في السلطة مهما كانت كلفتها أو نذهب إلى المعارضة في حال كانت مربحة نرفضها وطبعاً نأخذ بعين الإعتبار التجربة التي مررنا بها التي دفعنا فيها الثمن عن جميع اللبنانيين”.
واوضح باسيل:”نعيش أزمة وجود لكن في ثقافتنا وتفكيرنا نحن كالأرز في الأرض ونحن أولادها ومتجذرون فيها وهذا يتطلب مزاوجة الصلابة بالمرونة وعدم وجود عُقد، ممنوع على المسيحيين أن يكونوا خارج الحكم والسلطة والدولة والوطن ولا يمكننا أن تكون هناك سلطة أو دولة من دون المكون المسيحي وهذا يدفع ثمنه جميع اللبنانيين ويجب ألا “نولول” وقاومنا للبقاء وللحفاظ على حريتنا لكن لا نُبقي الناس في الخوف من الآخر،ولا أسمح لنفسي بالتكلم عن أي قوة بعدم احترام وهناك جريمة جديدة بحق المسيحيين إذا لم نتفاهم على الثوابت عندما نستطيع وهل عندما حصلنا على 70 بالمئة من المسيحيين قلنا إننا نحتكر التمثيل؟ لقد أصرينا على تمثيل قوى أخرى في الحكم”.
ولفت باسيل الى ان: “ليس لدينا مع أي كان إن كان “قوات” أو “كتائب” أو “مردة” رفض للآخر وهذا غير مقبول لا أخلاقياً أو سياسياً بحق مجتمعنا والتقاطع الرئاسي أوجد توازناً لكن قلنا إنه يجب التقاطع على أكثر من إسم ونبهت من طرح إسم واحد وألا يصل كما طرحت التوافق على برنامج للحكم لأننا نريد مرشحاً بمشروع”.