رأس البطريرك الماروين الكردينال مار بشاره بطرس الرَّاعي قداس بمناسبة لقاء الأخويّات واليوم العالميّ للصلاة من أجل الدعوات في بازيليك سيدة حريصا.
وقال الراعي في عظته: “كم نودّ أن يعتبر المسؤولون السياسيّون والمدنيّون عندنا أنّ الدعوة موجّهة إليهم أيضًا وأنّهم في طليعة المدعوّين، لأنّهم مؤتمنون على خير الشعب، وعلى الدولة ومقدّراتها، وعلى وحدتهم في السير نحو هذين الهدفين، وفقًا لتنوّع مواهبهم. لذا ندعوهم لبذل الجهود نحو الهدف الوطنيّ الواحد، وللتنافس في الوسائل والطرق نحو هذا الهدف، على قاعدة الديمقراطيّة السليمة التي تشكّل نظام لبنان “كجمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة” (مقدّمة الدستور، ج). على قاعدة هذه الديمقراطية عليكم إن تتنافسوا في سبيل الشعب والدولة. يطرح البابا فرنسيس في رسالته ثلاثة مواضيع هي: شعب في مسيرة، حجّاج رجاء وبناة سلام، شجاعة في المجاذفة.
أ-شعب في مسيرة
في الوضع التاريخيّ الراهن، نحن في مسيرة جماعيّة نحو سنة اليوبيل 2025. نحن حجّاج رجاء نحو السنة المقدّسة، حاملين رغبة المسيح وهي أن نؤلّف عائلة واحدة، موحّدة بحبّ الله، ومترابطة برباط المحبّة والمشاركة الأخويّة. في هذه المسيرة نصلّي ملتمسين من الآب السماويّ هبة الدعوات المقدّسة من أجل بناء ملكوته، فالمسيح رأس الكنيسة يدعونا لنصلّي كي “يرسل الربّ فعلة لحصاده الكثير” (لو 10: 2). الصلاة هي أكثر سماعًا لله منه كلامًا. إنّها حوار مع الله من القلب إلى القلب. وهي القوّة الأولى للرجاء، بل تفتح الباب للرجاء.
ب-حجّاج رجاء وبناة سلام
أن نكون حجّاجًا يعني أنّ لدينا معرفة واضحة للهدف، وحفظًا له في الفكر والقلب. ويعني أن نسير كلّ يوم من جديد، نبدأ دائمًا من جديد بذات الزخم. نحن حجّاج لأنّنا مدعوّون لنحبّ الله وبعضنا بعضًا. كحجّاج رجاء نسعى بخطى ممكنة نحو عالم جديد، حيث يمكن العيش بسلام وعدل وحبّ. نحن حجّاج رجاء لأنّنا نسعى إلى مستقبل أفضل، ونلتزم ببنيانه في مسيرتنا. فالرجاء يبدّد الظلمات، مهما تكثّفت في طريقنا.
أن نكون حجّاج رجاء وبناة سلام هذا يعني تأسيس حياتنا على صخرة قيامة المسيح، فلا تتزعزع. قيامة يسوع تجعلنا في حالة قيامة مهما اشتدّت الصعاب الماديّة والروحيّة والمعنويّة.
ج-شجاعة في المجاذفة
المجاذفة تقتضي منّا أن نقوم، أن نستيقظ، ونخرج من اللاميالاة، ونكسر قضبان السجن الذي حبسنا أحيانًا نفوسنا فيه. فيتمكّن كلّ واحد وواحدة من اكتشاف دعوته في الكنيسة والعالم، ويمشي مسيرة حجّ تحمل الرجاء وتبني السلام، حاملين بشرى الفرح، ومشدّدين أواصر الأخوّة الإنسانيّة.
انتم ايتها الاخويات، هذا الشعب الذي يسير بالايمان، المصلي الذي يرجوا والذي يعمل، انتم تعملون من عائلاتكم ومن رعايكم، انتم هؤلاء الحجاج للرجاء ولبناء السلام”.
وختم: “فلنصلِّ، أيّها الإخوة والأخوات، من أجل أن يلتزم كلّ إنسان بدعوته الخاصّة، فتنسجم حياته مع تصميم الله الخلاصيّ. ولنصلِّ من أجل تقديس الأخويّات وإنمائها وانتشارها في مختلف الرعايا على كامل الأرض اللبنانيّة. ولتشفع لها ولنا ولوطننا لبنان”.