وصف الرئيس السابق للمجلس الدستوري القاضي الدكتور عصام سليمان أفعال إسرائيل بـ”جرائم الحرب” والتي يُرفع دعاوى بشأنها أمام المحكمة الجنائية الدولية التي تنظر في مثل هذه الجرائم، إلا أن اسرائيل كما لبنان لم يوقّعا على اتفاقية روما للعام 1998 التي اُنشئت هذه المحكمة بموجبها، وعليه، القضية معقّدة، إنّما يمكن لمجلس الامن الدولي التدخّل والطلب من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم الحرب في لبنان، ولكن الصعوبة بمكان تتمثّل في الفيتو الاميركي الذي تصطدم فيه قرارات مجلس الامن التي تدين اسرائيل.
إلاّ أن سليمان أكد لموقع “المدى” أنه يُمكن للبنان، وبالرغم من عدم توقيعه اتفاقية روما، تقديم دعوى أمام المحكمة الجنائية الدولية، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن المدعي العام في المحكمة الجنائية أجرى تحقيقاً بجرائم الحرب في غزة ودان بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه ولكن العملية لم تصل الى نهايتها”.
ورأى سليمان أن المشكلة تتمثل في أن كل هذه المحاكم الدولية خاضعة لاعتبارات وموازين القوى السياسية، فإسرائيل بجرائم الحرب التي ترتكبها تخالف القانون الإنساني الدولي، وقوانين الحرب واتفاقيات جنيف 1949والبروتوكولات الملحقة بها وحماية حقوق الانسان أثناء النزاعات المسلحة، والعالم بأسره صامت. ولقد أثبتت التجارب بأن الامم المتحدة عاجزة ولا تلاحق مجرمي الحرب، ومجلس الامن يجتمع ويصدر بيانات من دون أن يتخذ أي قرار في حق اسرائيل، ما يدل إلى وجود عجز في مجلس الامن وعجز في المحكمة الجنائية الدولية وعجز في كل المؤسسات الدولية التي يفترض فيها أن تتحرك لحماية حقوق الانسان.
وهل يعني ذلك أن الشكاوى التي يقدمها لبنان هي مجرد إجراء شكلي، أجاب سليمان: على لبنان القيام بواجباته وتقديم شكاوى لكي لا يسكت عن أفعال إسرائيل، بمعزل عن النتائج التي يمكن أن تتحقق، لأن كل أفعالها هي انتهاك للقانون الدولي الانساني، أي جرائم حرب.
وختم سليمان: كل ذلك يشهده لبنان والدولة غائبة والعالم صامت والامم المتحدة عاجزة، والناس متروكة لمصيرها”.