المفتي قبلان في خطبة “الأضحى”: لبنان اكبر من أن يعود الى التقسيم

الإثنين ١٧ حزيران ٢٠٢٤

المفتي قبلان في خطبة “الأضحى”: لبنان اكبر من أن يعود الى التقسيم

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة العيد من على منبر مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، بعد تأدية صلاة العيد، قال فيها: “كأساسٍ ليوم حجيج الله ويوم أضحيته ويوم عيده المكلّلِ بالحق، وكإطارٍ ليوم إعلان الانتماء لله سبحانه وتعالى ورجم الشيطان وذبح الباطل، فقد قال الله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) ثمّ حسم قضية الحجّ كعنوانٍ للدين العملي، وقيدٍ لنمط المواقف وطبيعة الانتماء، فقال: {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}. وبهذا، وضعنا الله أمام حقيقة العبودية، من باب إحقاق الحق وإبطال الباطل ومواجهة الفاسد والظالم، ولا شيء أكبر من الحقيقة، ولا حقيقة أكبر من الله. من هنا قرنَ الله تعالى بين الصلاة والحقّ والنظافة السياسية والأمانة الاجتماعية والفكرية، وبين الصوم وترك المحرمات والآثام، وبين الحجّ وهدم أوثان الظلم والفساد والطغيان، سواءً كان ذلك متمثّلاً ببلدٍ أو جبهة أو كيان أو معارك إقليمية أو دولية أو مرافق عامة تمّ تأسيسها وتنظيمها لخدمة الإنسان.ووفقاً لذلك قلنا بأنّ الحق والانسان يسيران معاً، والسلطة والعدالة لا يفترقان، والظلم ظلمٌ أينما كان وكيف ما كان شكلُه وميدانه (سواءً كان بفسادٍ سياسي أو حربي أو مالي أو إداري او انتخابي أو اجتماعي) وكذا الطغيان والباطل، والباطل باطلٌ أينما كان وكيف ما كان (سواءً كان على شكل حرب أو إبادة أو سرقة أو استبداد سياسي أو قرصنة إعلامية أو ارتكابات توظيفية أو سواتر ناعمة تعمل لخدمة الطغاة الكبار).وهنا يحسم النبي الأعظم قضية العيد كقيمةِ لقاءٍ مع الله بخلفية أن العيد “عيدٌ للمتقين”، وأن التقوى إيمان وإخلاص وموقف ونظافة كفّ وإنابة سياسية واجتماعية وقتال عادل وإعداد سياسي واجتماعي ومشاريع مالية واجتماعية ونقدية ونظام مؤسسات يستطيع حماية الأفراد والجماعات وتكوين المواقف التاريخية والوجودية وفقاً لمقولة الحقّ، وهذا هو معنى “لبيك اللهم لبيك” وهذا معنى تكبيرات العيد، وهذا وذاك لا يكتمل إلا بقمع الظلم والطغيان وهدم الباطل والأوثان، ولا طاغي ولا وثن اليوم أكبر من أميركا وإسرائيل. وخلاصة موقف النبي هنا تختصرها حقيقة: أن الطواف والوقوف بعرفة والقيام للربّ بمناسك الحجّ ثم التكبير والتهليل بيوم عيده لا تنفكّ عن ميزان الحق بالإنسان وحاجاته الوجودية والأخلاقية، بعيداً عن الظلم والفساد والاضطهاد والتنكيل أو اللعب لصالح طاغية أو ظالم”.

تابع: “اليوم العالم كلّه قرية كونية، ولا يمكن فصل الآثار الدولية عن الواقع الإقليمي والمحلي، وما يجري في غزة خيرُ دليل على الارتباط التام بين جميع أوصال العالم، ولا حجّ بلا براءة، ولا براءة بلا براءة من أميركا وإسرائيل وداعميهم، ولا يمكن الانتماء لله والسكوت عما يجري في غزة وفلسطين، وإذا كان لله عدلٌ وفخرٌ ومواثيق في هذه الأرض التي تعيش رعبَ أباطرة العالم فهو يمرّ حتماً بجبهة لبنان التي لا تأخذها بالله لومةُ لائم. وبكل صراحة: المحاور اليوم تختصر العالم والأقاليم، والصمود المحلي بلا محور غير ممكن، والقيمة للأوزان الإقليمية والدولية، ولبنان خير مثال، بحيث أننا لا نستطيع أن ننتخبَ رئيساً للجمهورية بسبب الضغط الأميركي الغربي الذي يعمل على تمرير شخصية رئاسية تعمل ناطوراً للمصالح الأميركية الصهيونية، وكذا شؤون المنطقة والعالم، ورغم أن الضرورة تفترض تلاقي القوى السياسية اللبنانية فيما بينها لتأمين المصالح الوطنية من خلال تسوية رئاسية، إلا أن هناك من لا يعرف إلا المصطلحات العبرية، وهناك من يستعير مواقَفه من البريد الصهيوني، وثالث ما زال غارقاً بأحلام الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، وآخر ما زال يعدّ الأيام للخلاص من حماة المصالح السيادية في هذا البلد”.

أضاف: “من هنا وللضرورة الوطنية أقول: زمن السطوة الصهيونية انتهى، والمعركة اليوم معركة قرار وطني ومصالح لبنانية، ولا تراجع أو تملّق بالمصالح الوطنية، والحليف حليفٌ بالمصالح الوطنية، ولا رمادية فيها، ولا صفقات، ورغم تفهّمنا للعواطف الوردية والخلفيات الوطنية إلا أن العالم غابةُ مشاريع انتقامية ومصائد فتّاكة، فلا تطمروا رؤوسكم بالرمال وإلا أكلتكم ضباع العالم. إن المحسوم المعلوم أن هذا البلد غارقٌ بأزمات المنطقة والعالم، ولا يمكن عزله عن سواتر الأميركي المختلفة، بما فيها السواتر الناعمة المطبوخة بالعسل المسموم، والحل فقط بتسوية وطنية، ومصالح لبنان الوطنية خطٌ أحمر، والديمقراطية أمرٌ مقدس إلا اذا أصبحت عدواً لمصالح لبنان الوطنية، ولسنا ممن يغفل عن لعبة واشنطن التي تتراقص فوق جثة الديمقراطية للإطاحة بالقرار الوطني، على أن ديمقراطية لبنان توافقية لا عددية، وقد التزمناها إصراراً منّا على حماية العائلة اللبنانية، وإلا كانت صورة البلد مغايرة بشدة، ولذلك إن المواقف الاعمائية والانتقامية لا تفيد، ولبنان أكبر من أن يعود للتقسيم، والحرب الأهلية انتهت الى لا رجعة، ولبنان المركزي الواحد أبدي، وبعض الاعلام الصهيوني ممول بالسمّ، وتهديد البعض نعتبره حبراً على ورق، وبيع المواقف رخيص هو وأصحابه، والمصلحة الوطنية تفترض حماية المصالح السيادية لا المصالح الصهيونية، والقتال الذي تخوضه المقاومة على الجبهة الجنوبية مكرسٌ فقط لحماية لبنان الواحد بعيداً عن الزواريب الطائفية وأحلام الفدرالية المقيتة، والخطأ بالخيارات الاستراتيجية كارثة مدوية، ولا عذر أبداً لمن يخطئ بخيارات لبنان الاستراتيجية. وللبعض أقول: سيادة لبنان هي الأهمّ على الاطلاق، وقرابين المقاومة مفخرةُ هذه السيادة، ومعركتنا معركة استقلال استراتيجي وسيادي لا سابق له، وللأسف عويل البعض عويلٌ على إسرائيل التي تحترق، ومن لحق بالمقاومة انتصر ومن تخلّف إنما خذل صميم مصلحة لبنان، والتهويل لا يفيد أحداً، والمشكلة أن حجم المأزِق الذي يصيب الإسرائيلي دفعه كي يضغط على بعض أبواقه التافهة في لبنان للصريخ ظاهراً من أجل لبنان وباطناً من أجل إسرائيل”.

وختم قبلان: “كل التحية لغزة ورمالها التي تبتلع الجيش الصهيوني، وكلّ الفخر لصواريخ يمن الكرامة وترسانتها، وكلّ الشرف للفصائل العراقية الأبيّة التي إذا رمت دمّرت، وكلّ العظمة لطهران التي بَنت قوةً محورية لجلد الشياطين، والموقف اليوم للجبهات، ولبنان بكلّ طوائفه رأس مصالح المقاومة السيادية، ولن نسمح لإسرائيل أن تخرج من هذه الحرب بوضعية المنتصر أو وضعية الأقوى، والحذر الحذر من حربٍ بلا حدود، وسلاح وذخيرة الجيش الإسرائيلي من أميركا، ما يعني أن قرار الحرب أميركياً، ولحظة التاريخ ليست بعيدة، ونحن على خطوة من الانتصار إن شاء الله. كل عام وأنتم ولبنان والمقاومة وغزة والعراق واليمن وباقي جبهات القتال السيادي بخير”.

شارك الخبر

مباشر مباشر

10:13 am

في الذكرى الـ43 لاختطاف دبلوماسييها في لبنان.. إيران تجدّد تحميل “إسرائيل” المسؤولية

10:10 am

نقل جريح الى المستشفى بعد الغارة على منزل في شبعا

10:09 am

“فايننشال تايمز”: الاتحاد الأوروبيّ يعتزم تخزين معادن حرجة في إجراء احترازيّ

10:07 am

ألونسو يلمّح إلى مفاجأة هجومية… مبابي وغارسيا معاً؟

10:05 am

ألمانيا.. إخلاء بلدة أخرى بسبب حرائق الغابات

10:02 am

موسكو: الغرب يشيطن روسيا لتهيئة الرأي العام لحرب معها

10:00 am

وسائل إعلام أسترالية: الشرطة تحقق في حريق متعمد في كنيس يهودي في ملبورن نفذ أثناء وجود 20 شخصا فيه (الجزيرة)

09:59 am

أيوب لوزير العدل: نلتزم الدستور والأصول القانونية ولا نخجل بهذا الأمر

09:56 am

أول تعليق من مدرب الهلال السعودي بعد وداع مونديال الأندية

09:49 am

القسام: تمكّنا صباح أمس الجمعة من الإغارة على تجمع لجنود العدو وآلياته وسط خان يونس

09:47 am

ترامب: أتمنى ولكن لا أستطيع ضمان التسوية في أوكرانيا

09:45 am

مصر تكثف اتصالاتها للتوصل إلى صيغة نهائية تحظى باتفاق الأطراف كافة بشأن الهدنة في غزة

09:42 am

ديبيكا بادوكون أول ممثلة هندية تتلقى نجمة على ممر الشهرة في هوليوود

09:39 am

صيف ضهور الشوير “عمران”… سَجِّلوا هذه المواعيد

09:35 am

توقيف موظف جمارك لتقاضيه رشاوى

09:33 am

جينيفر لوبيز تكشف عن أغانيها الجديدة بحفل خاص في لوس أنجلوس وتُروج لجولتها في لاس فيغاس

09:25 am

“سأفقد تاريخي كله”.. نبيلة عبيد تستغيث بعد تهديدها بفقدان منزلها

09:21 am

مركز أبحاث الإذاعة والتلفزيون الإيراني: 78 بالمئة من الشعب الإيراني يعارضون الاتفاق مع اميركا من أجل تفكيك الصناعة النووية و89 بالمئة يؤيدون تطوير القدرات الصاروخية

09:19 am

انتخابات نقابة مستخدمي وعمال مؤسسة مياه لبنان الجنوبي

09:17 am

سلام: الاستعراضات المسلحة التي شهدتها بيروت غير مقبولة

09:14 am

إصابة مواطن وزوجته جراء غارة من مسيرة معادية استهدفت منزلاً في منطقة شميس في شبعا (الأخبار)

09:14 am

“6 Jurassic World” انطلق في صالات العالم

09:08 am

قيادة الجيش تتسلم دفعة مالية مقدّمة من قطر

09:06 am

“يويفا” يقرر تغريم تشيلسي وبرشلونة.. والسبب؟

09:04 am

مصادر طبية فلسطينية: 19 شهيدا في غارات للعدو على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر اليوم

09:03 am

تركيا: توقيف رؤساء بلديات أنطاليا وأضنة وآديمان (الميادين)

09:03 am

العثور على رفات بشرية في موقع “انفجار كاليفورنيا”

08:55 am

بقائي ينفي الأنباء المتداولة حول موعد قريب للمفاوضات مع واشنطن

08:54 am

وزير الخارجية يلتقي باراك بعد ظهر الاثنين المقبل

08:47 am

تشيلسي يتجاوز بالميراس ليضرب موعدًا مع فلومينسي في نصف النهائي..

08:40 am

إلغاء مذكرة اعتقال زعيم صرب البوسنة ميلوراد دوديك

08:37 am

زيلينسكي يسعى لاستمرار الدعم الأميركي وسط مخاوف من تعليقه

08:35 am

أشرعة ملهى “Moulin Rouge” في باريس تعود الى الدوران

08:24 am

قبلات ورقصات.. مشاهد حميمية لدونالد وميلانيا ترامب من شرفة البيت الأبيض (فيديو)

08:20 am

الدفاع الروسية: إسقاط 42 مسيرة أوكرانية غربي البلاد

08:18 am

الولايات المتحدة.. إصابات بانفجار قارب في بحيرة جورجيا

08:15 am

“إسرائيل” تطالب بإفراج “حماس” عن رهائنها من دون مراسم أو ضجة

08:13 am

هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة: التعديلات المقترحة في رد حماس ستشكل تحدياً لصانعي القرار في “إسرائيل”

08:12 am

بيان توضيحي من بنك الاعتماد المصرفي..

08:10 am

الصين: الحرب لا يمكنها حل القضية النووية الإيرانية