يستمر اللقاء العالمي في يريفان بنسخته الثانية في يومه الثاني والأخير : “يريفان الحوار” الذي يشارك فيه 400 وفد من كل أنحاء العالم .
” رغم كل الاستفزازات، لن تكون هناك حرب بين أرمينيا وأذربيجان، سيكون هناك سلام” . هذا ما قاله رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان. في اللقاء الحاشد في قاعة مؤتمرات new vision خلال حديثه في حفل افتتاح المؤتمر الدولي “حوار يريفان 2025” في إشارة إلى مشروع اتفاقية “إقامة السلام والعلاقات الدولية بين أرمينيا وأذربيجان”.
وأشار إلى أن الوثيقة أصبحت جاهزة وتم استكمال المفاوضات بشأنها.
وقال:” أعلنت أرمينيا، وأعلنتُ أنا شخصيًا، استعدادي للتوقيع على الاتفاقية. تعلمون أن أذربيجان تربط رسميًا توقيع الاتفاقية بقضيتين: “أولهما حل هياكل مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ان أجندة حل مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا مقبولة لدى الحكومة الأرمينية، والجانب الأرمني مستعد للمضي قدمًا”.
بدوره، قال وزير الخارجية الأرمينية آرارات ميرزويان:”لقد اختارت أرمينيا بوضوح طريقها إلى الأمام: التغلب على المواجهة وتعزيز التعاون وتحسين الاتصال والنمو الاقتصادي المستدام، وزيادة القدرة على التكيف والابتكار وتعزيز الديمقراطية وسيادة القانون، مع التركيز على تنمية رأس المال البشري. إن تهيئة بيئة كهذه لمواطنينا أولوية استراتيجية لأرمينيا. وفي الوقت نفسه نحن على ثقة بأن الفرص المتاحة أمامنا تكمن في تعزيز التآزر بين استعادة احترام القانون الدولي، والبوصلة الأخلاقية- الولاء للقيم الأساسية والقدرة على اتخاذ قرارات جريئة. في منطقتنا نتخذ خياراً حاسماً لبناء مستقبل لا يتشكل بآلام الماضي، بل برؤية مفعمة بالتفاؤل والأمل، راسخة في إمكانيات حقيقية. التاريخ معروف، لا يمكن نسيانه، لا يمكن إعادة كتابته، بما في ذلك من خلال الرواية الزائفة التي قد يحاول البعض الترويج لها. بينما لا تزال الندوب قائمة ويستمر الشفاء، يجب أن نمضي قدماً نحو مستقبل أفضل”.
تابع:” انهم يدركون أن السلام ليس هدفاً سهل المنال: إنها عملية مستمرة، مدفوعة بالديبلوماسية الجريئة والتفاهم المتبادل وبناء الثقة. رؤية أرمينيا واضحة: تطبيع العلاقات مع جارتينا، مع الاحترام الكامل لسيادة كل منهما وسلامة أراضيه واستبعاد المطالبات الإقليمية المتبادلة، وتعميق العلاقات الودية التقليدية مع الآخرين. أرمينيا لا تزال ثابتة في تعزيز شراكاتها خارج المنطقة. لقد أقمنا شراكات قوية واستراتيجية، من الولايات المتحدة إلى أوروبا وآسيا، وفي الوقت نفسه عملنا بنشاط على تعزيز الاتصال المعزز والأوسع نطاقاً، مع الاعتراف بمكانة بلدنا الفريدة عند مفترق طرق حقيقي للحضارات والتجارة، ونحن ملتزمون بنفس القدر المساهمة في الجهود العالمية لمواجهة التحديات المشتركة. إن محاولة أرمينيا الناجحة لاستضافة مؤتمر المناخ في يريفان، وكذلك قمة المجتمع السياسي الأوروبي التي أُعلن عنها أخيرا في ربيع عام 2026، تعكس مسؤوليتنا ومشاركتنا في الساحة الدولية”.
بدوره قدم أمين مجلس الأمن القومي الأرميني أرمين كريكوريان مشروع “مفترق طرق السلام” في إطار مؤتمر “حوار يريفان”.
ولفت الى ان مبادرة “مفترق طرق السلام” التي قدمتها الحكومة الأرمنية هي مشروع اقتصادي يهدف إلى فتح الاتصالات في منطقة جنوب القوقاز وخلق الاتصال في المنطقة وزيادة الاتصال لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة”.
أضاف : “قدّمت الحكومة الأرمنية هذا الاقتراح إلى الدول الإقليمية، وكذلك المجتمع الدولي، للمشاركة في هذا المشروع، الذي يتمتع بإمكانات كبيرة لتحقيق الرخاء والاستقرار، تتكوّن عملية السلام من العديد من المكونات، وأحدها هو العلاقة الاقتصادية بين الدول الإقليمية، ولكن أيضاً، كما ذكرت، يوفر المشروع فرصة للدول الأخرى للمشاركة في العملية”.
واشار الى أنه “من المهم لأرمينيا أن يتم رفع الحصار على أساس سيادة وولاية دول المنطقة، وهو أمر مهم للغاية أيضًا في سياق السلام: “في سياق رفع الحصار، نعتبر مبادئ المساواة والمعاملة بالمثل مهمة للغاية، لأن هذه هي المبادئ الرئيسية التي تخلق الفرص للجميع، وليس لـ الدول الفردية. تنفذ أرمينيا حالياً العديد من البرامج التي تعد جزءاً من مفترق طرق السلام. على سبيل المثال، بناء الطريق السريع بين الشمال والجنوب، وهو أمر مهم للغاية من حيث الاتصال، ولكنه يعني أيضاً تطوير البنية التحتية لأرمينيا. لقد استثمرت الحكومة الأرمنية بشكل مكثف في البنية التحتية لأرمينيا على مدى السنوات القليلة الماضية، مما رفعها إلى مستوى يتيح لها فرصة التواصل مع البنية التحتية الإقليمية. ندعو الدول الإقليمية والمجتمع العالمي إلى المشاركة في هذه العملية والمساهمة في السلام في المنطقة”.