أكّد المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي، أنّ عملية التخصيب هي تقنية وضرورة لضمان استمرار عمل الصناعة النووية الإيرانية من دون انقطاع”، و”هذا حق لنا بموجب معاهدة منع الانتشار وهو نتيجة العمل الجادّ الذي قام به العلماء الإيرانيون”.
واعتبر أنّ “أحد التحديات في التفاوض مع أميركا هو أنها لا تلتزم بشيء”. وقال:”كل حزمة عقوبات جديدة تضعف مصداقية صانعي القرار في واشنطن، لأنها تمثل جرائم ضد الإنسانية، وتُظهر بوضوح العداء الأميركي للشعب الإيراني. لذلك لا يمكن الوثوق بادعاءات واشنطن حول جدّيتها في المسار الدبلوماسي”.
وأضاف: “لقد اخترنا المسار الدبلوماسي لأننا لا نخفي شيئاً، والبرنامج النووي الإيراني سلمي بالكامل. استمرار العقوبات لن يؤثر على إرادة إيران، بل سيضعف مصداقية أميركا في أعين المجتمع الدولي”.
وردّ بقائي على تصريحات المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قائلاً: “وزير الخارجية أشار صراحة إلى مسألة التخصيب، وهذه القضية تُعدّ جزءاً طبيعياً من دورة الصناعة النووية الإيرانية ولا يمكن التفاوض بشأنها بأي حال من الأحوال. التخصيب ليس مسألة خيالية أو ترفاً؛ بل هو تكنولوجيا وضرورة لضمان استمرار الصناعة النووية الإيرانية من دون انقطاع. هذا الإنجاز هو ثمرة جهود علمائنا النوويين، وهو حق قانوني لإيران، وقد عبّرنا عن موقفنا بوضوح”.
وأضاف: “في كل مرة نخوض فيها مفاوضات نشعر بأنّ هناك فهماً جيداً قد تبلور، لكن الجانب الأميركي ما يلبث أن يعود إلى مواقف متبدّلة. هذه التقلّبات تثير الشك في مدى جدية الطرف المقابل، وهو سؤال ينبغي أن يجيب عليه الجانب الأميركي”.
وتابع: “بالنسبة لموضوع الكونسورتيوم (اتحاد دولي للطاقة النووية)، فنحن لم نطرحه، بل هو اقتراح تردد منذ عقدين في بعض الأوساط، ويتعلق بتأسيس مجمعات وقود نووي في المنطقة، بمشاركة جماعية. إذا تم طرح مثل هذا المشروع فنحن نرحب به، لكنه لن يكون بأي حال بديلاً عن عملية تخصيب اليورانيوم التي تُعد حقاً ثابتاً لإيران. وإذا كانت الغاية من هذا الطرح هي دفع إيران للتخلي عن التخصيب، فإن ذلك لن يحدث.”
ولم يستبعد بقائي ان تلجأ اسرائيل “مستقبلاً أيضاً إلى أعمال استفزازية، بهدف توجيه أصابع الاتهام نحو إيران وخلق ذرائع للتوتر أو المواجهة في المنطقة. لذا، يجب على جميع الدول أن تظل يقظة وأن تحول دون قيام هذا الكيان بأفعال تهدد السلم والأمن الدوليين”.