انشغلت الاوساط السياسية والدبلوماسية في الساعات الـ48 الماضية، بحسب ما كتبت اللواء على تتبع مسار ردة الفعل الاسرائيلية على قرار مجلس الامن الرقم 2728، القاضي بوقف النار في شهر رمضان، وفتح الطريق امام تبادل الاسرى والمحتجزين وادخال المساعدات الى غزة وسكانها.
وفي الوقت الذي سارعت فيه حركة «حماس» الى الموافقة على القرار، الذي تسبب بأزمة ثقة بين الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل على خلفية عدم استخدام واشنطن لحق النقض الفيتو بوجه القرار، فإن اسرائيل، ضربت لتاريخه عرض الحائط بالقرار الاممي وصعَّدت المواجهات في محاور القتال في غزة، امتداداً الى الجبهة اللبنانية، الامر الذي ادى بـ«حزب الله» للتصعيد، واستهداف قواعد عسكرية للاحتلال الاسرائيلي في الجولان السوري المحتل.
واستبعدت مصادر سياسية ان يؤدي توسع الغارات الجويّة الإسرائيلية الى عمق الداخل اللبناني واستهدافها مناطق بعيدة عن خط المواجهة المحتدمة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، الى حرب مفتوحة بين الطرفين، بالرغم من تركيزها على نقاط، ومراكز تعتبر العمق للحزب وقالت: ان اعتماد الحزب على الرد على المناطق والنقاط العسكرية المواجهة لمناطق الاشتباكات التقليدية، يؤكد ان المواجهة ماتزال ضمن ما اطلق على تسميته قواعد الاشتباك القائمة بين الطرفين منذ عملية طوفان الأقصى، وابلغ اطرافا سياسيين مستفسرين، بانه ليس في وارد الرد هلى مناطق وقواعد للعدو بالعمق نفسه في الوقت الحاضر، لنزع اي ذريعة يلجأ إليها العدو لاستهداف لبنان. وكشفت المصادر أن لبنان يجري اتصالات مستمرة مع الدول الصديقة والشقيقة الفاعلة، لتفادي قيام إسرائيل بتوسعة عدوانها باتجاه لبنان، واشارت إلى حرص دولي شبه كامل لمنع توسع رقعة الاشتباكات الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي باتجاه الداخل اللبناني، لكنها عبرت عن قلقها من تنفيذ إسرائيل تهديداتها المتواصلة، في حال لم تتوصل الديبلوماسية الاميركية وسواها من التوصل إلى تفاهم او صفقة محتملة بين الطرفين على الحدود الجنوبية اللبنانية، في غضون وقت قريب نسبيا، يمهد لاعادة الاوضاع إلى ما كانت عليه قبل السابع من شهر تشرين الاول الماضي، ويمكِّن سكان المستوطنات الإسرائيليين من العودة الى منازلهم التي هجروا منها، مقابل انهاء كل المظاهر المسلحة والمستحدثة لحزب الله على الحدود، ومن خلالها يتم البحث بالمشاكل على طول الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل.
واضافت المصادر ان تواصل المسؤولين اللبنانيين مع المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين في خصوص المستجدات الاخيرة، لم يحصل مباشرة، ولا بواسطة فريق عمله في لبنان، وكشفت ان لبنان مايزال ينتظر نتائج اللقاء الذي عقده المستشار الرئاسي الاميركي مع وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت الذي زار واشنطن مؤخرا، للإطلاع منه على ما تم التوصل اليه بخصوص وضع الحدود اللبنانية الجنوبية.