دخلت المنطقة مرحلة «حبس الانفاس»، حيث من المرتقب ان تحمل الساعات والايام المقبلة الكثير من الاجابات عن بعض من الاسئلة العالقة، التي قد تكون مصيرية حيال مصير العدوان «الاسرائيلي» المفتوح على لبنان، وربما غزة.
فالاستحقاقات السياسية والعسكرية الداهمة يفترض ان توضح طبيعة المرحلة المقبلة، في ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية، وكذلك الرد الايراني المحسوم قرارا لا توقيتا، لان هذين التطورين هما الابرز في التأثير المباشر بمجريات الاحداث والتطورات، لا لان هوية الساكن الجديد في البيت الابيض قد تحمل تبدلا في الدعم الجمهوري والديموقراطي المفتوح لكيان الاحتلال، وانما لان تحرر المرشحين من الضغوط الانتخابية، سيسمح بفهم طبيعة تعامل الادارة الجديدة مع الحريق المندلع في الشرق الاوسط، والمرشح للتوسع اكثر، اذا اختارت طهران عدم تأجيل ضربتها العسكرية التأديبية لدولة الاحتلال، والمرتقب ان تكون اكثر قوة مما سبق، باعتبار انها ستكون ردا على الاعتداء المباشر الاول من نوعه على السيادة الايرانية.
وستكون الجبهة اللبنانية احدى اكثر الجبهات تأثرا، باعتبار ان نتائجها ستحدد موازين القوى في المنطقة، حيث نجح المقاومون في عرقلة خطط قوات الاحتلال البرية، وادخلوها في حالة من المراوحة القاتلة على الشريط الحدودي، فيما لا تزال المستوطنات تحت النار على الحدود وفي العمق، وجنود الاحتلال في المواقع الخلفية، وعند «النقطة صفر» تحت رحمة المسيّرات الانقضاضية، التي استهدفت امس خطوط امدادهم، ما يجعل «اسرائيل» امام خيارات «احلاها مر»، وعلى مفترق طرق خطر، فاما تجنح حكومة الاحتلال نحو التسوية دون تحقيق هدف سحق حزب الله وتغيير الشرق الاوسط، او تستمر في الحرب وتحاول تنفيذ غزو اوسع بقوات اكبر، لكنه سيكون مكلفا وغير مضمون النتائج، في وقت تستمر في سياسة التدمير الممنهج لبيئة المقاومة في محاولة يائسة لاحداث انقلاب، لم ولن يحدث بعدما بات الجميع مقتنعا ان لا خيار الا القتال في حرب، قال عنها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو انها حرب وجودية.
الايام الحاسمة
اذا، ايام حاسمة لمعرفة مصير المسارات الديبلوماسية، ومدى التصعيد العسكري الذي ينتقل بسرعة من مرحلة الى أخرى، وفيما نعى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، بعد رئيس المجلس النيابي نبيه بري المسار السياسي، باعلانه امس إن «إسرائيل» رفضت كل الحلول المقترحة لوقف إطلاق النار، اكدت مصادر ديبلوماسية ان طهران لم تتلق من الادراة الاميركية الحالية، اي مؤشر على وجود جدية لوقف الحرب المدمرة في المنطقة، ولا تربط ردها بالحصول على اي ضمانات، سبق وثبت انها وعود تضليلية وغير موثوق بها.
(الديار)