لم تحطّ الحرب أوزارها بعد لكي يتكّشف حجم الأضرار الفِعلي التي ألحقتها الغارات الإسرائيلية بلبنان عموماً وبحارة حريك خصوصاً، بصفتها قلب الضاحية النابض الذي أسكتته الصواريخ التي انهالت عليها، ولم تزل، بعدما تحوّلت هدفاً للعدو نظراً لرمزيتها. لكنّ العدوان عليها لم يحدّ من معنويات أبنائها، وإن نزح منهم أكثر من مئة ألف قسراً، بفِعل إنذارات الإخلاء المتتالية، فيما فضّل قلّة منهم البقاء في منازلهم.
وسط هذا المشهد، يقول رئيس بلدية حارة حريك زياد واكد لـ”المدى”: “لقد كُتب علينا أن نصبر قدر الإمكان، وأطمئن الأهالي الى أننا سنبني منطقتنا معاً من جديد وستعود أجمل ممّا كانت، فما علينا إلّا الصمود لأنّه في النهاية لن يصحّ إلا الصحيحّ، وسيرجع الجميع الى أرزاقهم وممتلكاتهم” .
وبيّن واكد، وفق إحصاء أوّلي وسريع لحجم الأضرار، أن نحو 100 مبنى قد تمّ تدميره كلّياً، وهناك حاجة للكشف أيضاً على 200 مبنى لمعرفة ما إذا كانت هذه المباني آيلة للسقوط أم أصبحت غير قابلة للسكن ويجب هدمها أو إخضاعها للصيانة والترميم، وهذا الامر ينطبق أيضاً على المنازل والمحلات والمؤسسات التي تعرّضت لأضرار متفاوتة . ولفت الى أنّه تم وضع شريط أصفر حول المباني المتصدّعة لتحذير المواطنين من الاقتراب أو الدخول خشية انهيارها وسقوطها، مشيراً الى أن قرار هدمها أو ترميمها ينتظر الكشف عليها من قبل لجان هندسية وفنية لتقييم مدى خطورتها .
واكد، الذي يتابع سير أعماله الادارية من خارج بلدية حارة حريك لاستحالة وصوله اليها بعد تعرّض محيطها للقصف الاسرائيلي، تحدّث عن عراقيل عدة تواجه عمله، وفي مقدّمها عدم تمكّنه من التوجه الى حارة حريك لمتابعة الوضع عن كثب نظرًا إلى الخطر الأمني المحدق، متمنّياً أن يزول هذا الخطر في القريب العاجل.
وتحدّث رئيس البلدية عن جملة تدابير فورية ستتّخذ عندما يسنح الوضع الامني ومن أبرزها نشر فرق الشرطة البلدية على مداخل الحارة وفي شوارعها للحؤول دون انتشار أعمال السرقة والتدقيق في عمليات نقل الأثاث والبضائع، حرصاً على حماية ممتلكات المواطنين.
وأوضح أخيراً أن البلدية لم تتعاط بمساعدات النازحين لافتقارها الى مقرّ رسمي فيما تولّت البلديات المضيفة الإهتمام بشؤونهم.