راميا الحدودية، هي آخر بلدة من بلدات قضاء بنت جبيل لجهة الغرب، وإسمها يعني المتباهية والمتفاخرة، التي ترمي وراءها غير عابئة.
يحدّها الصالحاني شمالاً، وفلسطين المحتلة جنوباً، القوزح شرقاً ومروحين غرباً.
ترتفع عن سطح البحر 670 متراً، وتتميّز بعدد من التلال والوديان والأحراج والأراضي الخصبة، ويعتاش أهلها من مواسمهم الزراعية، ولا سيما مواسم التبغ والزيتون وبعض أصناف الفواكه والخضار.
لطالما شكّلت راميا موقعاً استراتيجياً مهمّاً بالنسبة للعدوّ الإسرائيلي، فهي تُشرف على مستعمرة زرعيت. وعليه، رزحت دوماً تحت نيرانه، لكنّها ظلّت عصيّة عليه إبّان الحروب، ولا سيما حرب تموز 2006، فقاومته لـ 33 يوماً، ولم يتمكّن من دخولها.
واليوم وبالرغم ممّا حلّ بها من دمار وخراب، عاد أهلها اليها صباح يوم الأحد الفائت، “رغم أنف العدو الصهيوني” كما أكّد رئيس بلديتها علي مرعي، قائلاً: “صحيح أنّ راميا قرية صغيرة في جبل عامل لكنّها بُنيت بأحجار العزّ والكرامة، ولا تزال شامخة وعصيّة على العدوان الصهيوني، وقد قدّمت، وبكلّ فخر، عدداً كبيراً من الشهداء الأبطال الذين صمدوا حتى التحرير بالرغم من الحرب الكونية التي نفّذت ضدّنا، فدم الشهداء هو الذي سقى أرضنا وأنبت نصراً”.
يبلغ العدد الإجمالي لسكّان راميا حوالى ٥٠٠٠ نسمة، ويقيم منهم بشكل دائم 250 نسمة تقريباً. ومع بداية معركة إسناد غزة والعدوان الإسرائيلي على لبنان، فرغت البلدة من أهلها، بعدما نزحوا إلى منطقة صور وضواحيها، فيما نزح قسم منهم إلى بيروت.
نسبة الأضرار في البلدة هي مئة في المئة، فراميا بلدة منكوبة، حيث أوضح رئيس البلدية أنّه من أصل نحو 700 منزل فيها صمد 11 منزلاً فيما تمّ إحراق 4 منهم بشكل كامل. كذلك تمّ تدمير المبنى البلدي كلّياً، وإحراق مساحات واسعة من الأحراج والحقول.
ولفت إلى أنّ عملية مسح الأضرار لم تبدأ بعد “على اعتبار أنّ أجزاء من البلدة ما زالت تحت الاحتلال الصهيوني”.
وشرح أنّ البلدية تقوم حالياً بإزالة الردم من الطرقات الرئيسية والفرعية وتعمل على إعادة تأمين المياه والكهرباء، مؤكداً السعي إلى تجهيز ما تبقّى من المدرسة الرسمية بعد تضرّر بعض أجزائها بغية إيواء الأهالي وخاصة مزارعي البلدة، وإلى تأمين أجهزة إنارة على الطاقة الشمسية للطرقات وغرف جاهزة لاستخدامها كمبنى بلدي موقّت. ودعا الجهات الحكومية والجمعيات إلى “تحمّل مسؤوليتهم تجاه القرى الأمامية، لأنّ الاحتياجات كبيرة جداً والإمكانيات ضئيلة”.
وأكّد رئيس البلدية أخيراً أنّه “لا يمكن أن نتوقّع من العدوّ الصهيوني الغاشم إلّا الشرّ، وتاريخه يثبت عدم التزامه بقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، ولكن مع صمود الأهالي وثباتهم في أرضهم فإنّ مصيره الإندحار حتماً عن أرضنا”.