عيتا الشعب، هي إحدى القرى اللبنانية الحدودية ومتاخمة للأرض المحتلة، وخطّ المواجهة الأول والأقرب إلى الحدود معها، ويبلغ عدد سكانها حوالى 14 الف نسمة، ويعتمد أبناؤها على زراعة التبغ الذي خسر موسمين خلال العدوان، وعلى بعض النصوب المثمرة كالزيتون وغيرها .
وتُعدّ عيتا الشعب حلقة وصل بين القطاعين الأوسط والغربي في جنوب لبنان ومنها إلى مدينة بنت جبيل وباقي أقضية هذه المنطقة. وتطلّ على موقع الراهب الإسرائيلي الذي يبعد أمتاراً فقط عنها. وقد ذاع صيتها بعد حرب تموز 2006 مع صمودها 33 يومًا من دون أن يتمكّن العدوّ من احتلالها، فمنها إنطلق مقاتلو “حزب الله” لأسر جنديين إسرائيليين في عملية “الوعد الصادق”.
ترتفع عيتا الشعب عن سطح البحر 650 متراً، يحيط بها أحراج تحجب الرؤية عن الاحتلال وقد عمدت سلطاته إلى إضرام النار فيها عبر دسّ مادة قابلة للإشتعال في أنابيب الري لحرقها لكن فِعلتها كُشفت على الفور فتدارك الجيش اللبناني واليونيفيل الأمر سريعًا وقطعوا هذه الأنابيب.
وفيما يواصل الإحتلال التدمير الممنهج للبلدة بالقصف الجوي والمدفعي، يؤكد رئيس البلدية محمد سرور أنّ “خسارة عيتا الشعب جسيمة جدّاً ولا يمكن تعويضها ونسبتها تتجاوز الـ95 في المئة، مُضيفاً: “لم يُبقِ الاحتلال حجراً على حجر منفّذاً عملية انتقام كبيرة من صمود البلدة وأبنائها، فبيوتهم انمحت، وإن صمد منزل فقد تحوّل الى أنقاض أو تصدّع بناؤه فبات غير صالح للسكن، والمدارس تهدّمت وكذلك المراكز الصحية والمراكز الخدماتية والمؤسسات تضرّرت بشكل كبير شأنها شأن تفكيك وتهديم البنى التحتية، فكلّو راح وما بقا في شي موجود “.
وشدد سرور على تعلّق الأهالي الشديد بأرضهم لذلك هم يستميتون للعودة اليها، مشيراً الى أنّه عند دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، وبمجّرد أن وصلوا إلى حدود أطراف عيتا الشعب من الناحية الجنوبية رصدهم الاحتلال وبدأ باستهدافهم لمنعهم من العودة، وهذا أمر مستهجن ومستغرب كيف انه يمنع عليهم أن يتفقدوا ارزاقهم واملاكهم كما فعل غيرهم؟ وناشد رئيس البلدية المعنيين في السلطة والجهات مدّ اليد لعيتا الشعب ولغيرها من المناطق المنكوبة ودعا الجمعيات والمؤسسات الدولية والخاصة إلى المساهمة بالعمل الخيري “فيكفي أن بعض الجهات وقفت موقف المتفرّج فقط وكانت تعدّ العصي فيما الناس تموت “.
ودعا سرور إلى دعم الجيش اللبناني وتسليحه وقال: “لنا ملء الثقة فيه، وعادة الأمّ تطعم طفلها وتكسيه وتحافظ عليه لكي يكبر، والجهات التي تحب الجيش لماذا لا تسلّحه لمواجهة العدو؟ فكل الدول تقوّي جيوشها لكي تدافع عن حدودها، وهذا الأمر يحصل عندنا” ؟