كفركلا، أو قرية العروس، بلدة حدودية تقع بقضاء مرجعيون في محافظة النبطية، ما يجعلها منطقة إستراتيجية وحساسة عسكرياً، ومن أبرز ما تتميز به منتجاتها: زيت الزيتون والعنب وعسل النحل. هذه البلدة عجز العدو عن احتلالها في حرب تموز لكنه تمكّن منها في عدوان أيلول، بعدما امتدت تداعيات حرب غزة اليها. ونتيجة القصف العنيف، استشهد عدد كبير من أبنائها فيما نزح سكانها والذين يقارب عددهم ٥٥٠٠ شخص إلى محافظتي الجنوب والنبطية قبل أن ينزحوا مرة جديدة خلال الشهرين الاخيرين إلى كل المحافظات اللبنانية.
وأوضح رئيس البلدية حسن شيت أن البلدة لا تزال ضمن البلدات المتّفق على الدخول اليها خلال فترة الستين يوماً التي نصّ عليها اتفاق وقف اطلاق النار، وهي ضمن نطاق القرار ١٧٠١، لكنّ العدو الصهيوني لا يزال حتى اللحظة يتابع سير أعماله العدائية، من تجريف لأراض زراعية واقتلاع لأشجار الزيتون وهدم للمباني، في تحدّ صارخ للاتفاق وخرق له من دون الأخذ في الاعتبار أي قوانين دولية أو معاهدات”.
واكد شيت أن حجم الدمار هائل في البلدة التي قصفت بالقنابل الارتجاجية، وقد طاولت أعمال القصف والتفجير، الأبنية السكنية والعامة ومبنى البلدية والمراكز الصحية والمدارس وخزّانات المياه العامة وشبكات الكهرباء والمياه والمولدات وسنترال اوجيرو وشبكتي “الفا” و “ام تي سي”، والمحال التجارية والآليات وسيارات المواطنين وممتلكاتهم، كما هدم العدو الملعب البلدي، مؤكدا استحالة تحديد حجم الخسائر في الوقت الراهن ولكنها حتمًا ستتجاوز الخمسين في المئة.
وذكّر شيت بأنّ هذا العدو هو المعتدي دائماً منذ إنشاء هذا الكيان الغاصب، ولم ولن يراعي أي قوانين دولية، وتبقى المقاومة والجيش هما الرادع الوحيد له، وهو يحاول اليوم كسب الوقت لتدمير كل ما عجز من تدميره، بهدف منع الحياة في المنطقة، ولكن بالرغم من أفعاله سنعود الى بلدتنا ولو بعد حين ونبنيها مجددًا ونزرع أراضيها ولن نختار أي بلدة بديلة عن بلدتنا وستبقى مسقط رأس كل الأجيال المقبلة ولن يقدر أحد على كسر إرادتنا بالعيش فيها”.
وقال شيت: “إننا من بيئة هذه المقاومة وصمودنا ناتج عمّا أعطتنا من قوة وثبات وعزّة وستبقى كفركلا وأهلها خزانًا لمقاومتنا الباسلة الرادعة للعدو الصهيوني”.