كتبت “الأخبار”: ما بين خطأ التقدير والاحتفاء يالإنجاز في اغتيال شهيدَي المقاومة: إسماعيل هنية وفؤاد شكر، يعيش الكيان الإسرائيلي ترقّباً، في ظلّ تقديرات استخبارية عن استعداد حزب الله لشن هجوم منفصل عن الردود المتوقعة من محور المقاومة، واستخدام أسلحة لم تستخدم سابقاً.
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن تقديرات أجهزة الاستخبارات تشير إلى أنه في وقت لا يزال فيه الردّ الإيراني على اغتيال هنية في طهران قيد الدرس، فإن حزب الله يبدو أكثر حزماً على الرد على اغتيال “رئيس أركانه”. وأشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل إلى أنه تماشياً مع توقعات بأن الهجومين سيكونان منفصلين، وإن بفارق زمني قصير، فإن الحزب “مستعد لتحمل المخاطر والتبعات، بما فيها اتساع القتال بينه وبين إسرائيل إلى حرب شاملة”.
فيما أشارت القناة 13 العبرية إلى أن “أنظار الأجهزة الأمنية تتجه نحو حزب الله أساساً، بسبب المسافة القصيرة بين الدولتين وسرعة وصول صواريخه ومسيّراته قياساً بتلك الإيرانية”. ونقلت تقديرات إسرائيلية تفيد بأن الحزب سيحاول استهداف مواقع عسكرية “بأسلحة لم يستخدمها ضد إسرائيل حتى اليوم”، لكن ليس مستبعداً انحرافها وسقوطها في مناطق مدنية.
وفي السياق، ذكرت شبكة “CNN” الأميركية أن حزب الله يبدو مستعداً بشكل متزايد للتحرك ضد إسرائيل “بشكل مستقل”، ونقلت عن مسؤول عسكري أميركي أن “طهران قامت بالفعل ببعض – وليس كل – الاستعدادات المتوقعة لهجوم واسع ضد إسرائيل”، فيما حزب الله “يتحرك بوتيرة أسرع ويبدو أنه سيشن هجومه في الأيام المقبلة”.
وكشفت مراسلة القناة 13 لي عياش عن تدريب سرّي أجري في قاعدة “شورا” العسكرية قرب مدينة الرملة، في قاعدتَي “تسيبوريت” و”الجبهة الداخلية”، يحاكي حدثاً متطرفاً من قبيل هجوم السابع من تشرين الاول و”حتى أكبر منه”، لاستيعاب عدد كبير من الجثامين.
وبرغم المطالبة ولا سيما من قبل اليمين المتطرف بشن “هجوم استباقي” ضد حزب الله، تشي التدريبات الدفاعية بحجم التقديرات الإسرائيلية لردّ الحزب، ذلك أن “أيّ هجوم استباقي على حزب الله وإيران سيؤدي إلى حرب إقليمية، لا يمكن لتل أبيب خوضها من دون الولايات المتحدة”، بحسب اللواء احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي إسحاق بريك.
بدوره، رأى الكاتب في “هآرتس” تسفي برئيل أن “التوتر والرعب من الحرب الإقليمية بدآ يثقلان على الشعور بالراحة الذي جلبه لنا الإنجاز الساحر بتصفية إسماعيل هنية وفؤاد شكر. وبعد قليل، سنجد صعوبة في تذكر اسميهما”.
وفي تقرير نشرته “هآرتس”، أشارت الى “زيادة المخاوف في مناطق في الشمال لم تتضرر حتى الآن من الصواريخ أو المسيّرات، وتحديداً في حيفا”، مشيرة إلى أن “السيناريو الذي يقضّ مضاجع كثير من سكان حيفا هو الهجوم الذي سيصيب مصانع البتروكيماويات والمصافي التي تحتوي على كميات كبيرة من المواد الخطيرة”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولة في جمعية “لننظّف ميناء حيفا” قولها: “نجلس على برميل مواد متفجرة”، مضيفة أن “وزارة حماية البيئة أجرت عام 2022 مسحاً لأخطار المواد الموجودة في ميناء حيفا، والتي يمكن حدوثها في الأوضاع العادية، لكنهم لم يستمروا في فحص سيناريوات الأضرار التي ستنتج من عمليات تخريبية أو هجمات”. وأشارت إلى أنه “منذ اغتيال شكر وهنية، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية تعليمات لمصانع كثيرة في الشمال بتقليص المواد الخطيرة فيها (…) وبقي علينا فقط أن نصلّي لإله الحظ”.
وأشار نائب رئيس بلدية حيفا أفيهو هان إلى “أننا أجرينا تدريبات على الحرب، بما في ذلك سيناريو أحداث مواد خطيرة”، وأشار الى “إعداد مواقف سيارات ومحطات مترو تحت الأرض لاستيعاب السكان الذين ليست لديهم حماية”. غير أن مصانع البتروكيماويات ليست وحدها ما يقلق سكان حيفا، بحسب الصحيفة التي نقلت مخاوف مستوطنين من ضرب مبانٍ مأهولة وأحياء ذات مدخل أو مخرج واحد يصعب فيها إجلاء المصابين، وتلك التي تقع قرب المنشآت والقواعد العسكرية.