قدّمت النجمة الهوليوودية سكارليت جوهانسون أول تجربة إخراجية لها في مهرجان كان السينمائي من خلال فيلمها “Eleanor the Great”، الذي عُرض في قسم “نظرة ما”، مسلّطةً الضوء على قوة الذاكرة وضرورة رواية القصص قبل أن تُطمرها الأيام.
تدور أحداث الفيلم حول إليانور، التي تجسّدها الممثلة المخضرمة جون سكويب (95 عاماً)، وهي امرأة مسنّة تعيش في فلوريدا، تفقد أعز صديقاتها، الناجية من المحرقة، فتدخل في صدمة تدفعها للانتقال إلى نيويورك. هناك، تجد صعوبة في التواصل مع ابنتها، وتبدأ بالحديث في مجموعة دعم حول الهولوكوست، لتتقمص قصة صديقتها الراحلة عن غير قصد، ما يخلق سلسلة من سوء الفهم.
وقالت جوهانسون في مؤتمر صحافي بالمهرجان: “إذا لم تروِ إليانور قصة صديقتها، فلن يرويها أحد. في زمن نناقش فيه من له الحق في نقل رواية الآخر، يجب أن نتذكّر أن بعض القصص يجب أن تُروى، وإلا ستُنسى.”
واستوحت سكارليت جوانب من شخصية إليانور من تجربتها الشخصية، مشيرةً إلى جدتها التي وصفتها بأنها شخصية قوية وصعبة، لكنها قريبة إلى قلبها.
ورغم مسيرتها اللامعة كممثلة تعاونت فيها مع كبار المخرجين مثل وودي آلن، الأخوين كوين، كريستوفر نولان، وصوفيا كوبولا، أثبتت جوهانسون (40 عاماً) قدرتها على الابتعاد عن الإنتاجات الضخمة كسلسلة “Avengers”، لتقدّم عملاً سينمائياً ناضجاً ينبض بروح السينما الأمريكية المستقلة.
وأكدت: “أعتقد أنني أعمل منذ وقت طويل لدرجة أنني لم أعد مضطرة للقلق من أن أصبح في الظل، وهذا بحد ذاته شعور محرّر.”
من جهتها، أشادت جون سكويب بتجربة العمل مع جوهانسون كمخرجة، واعتبرتها مميزة بفضل معرفتها التمثيلية العميقة، قائلة: “لم أختبر شيئاً مماثلاً طوال 70 عاماً في مهنتي.” وسخرت سكويب من احتمال فوزها بالأوسكار عن هذا الدور قائلة: “أنا دائماً أحلم بالأوسكار!”
يُذكر أن هذا الفيلم يأتي بعد عرض مماثل لكريستن ستيوارت التي قدّمت أيضاً تجربتها الإخراجية الأولى ضمن نفس القسم في “كان”، ما يعكس تحولاً مهماً للعديد من نجمات هوليوود نحو كرسي الإخراج، وتوسيعهن لمساحات التعبير الفني.