لم يكَد لبنان يلملم جراح العدوان الإسرائيلي الأمني – السيبراني الخطير والكبير وآثاره أمس الأول، وينتظر اللبنانيّون كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله للاطلاع على حقيقة ما حصل وكيفية مواجهة الحرب الجديدة، حتى أتبعه بعدوان مماثل آخر أمس، بتفجير أجهزة لاسلكي تستخدمها عناصر حماية أمنية ما أدّى الى استشهاد وجرح المئات، ما ينقل الحرب بين حزب الله وكيان الاحتلال إلى مرحلة جديدة مشرّعة على كافة الاحتمالات، بحسب ما تقول مصادر مطلعة لـ”البناء”، مشيرة الى أن “كل الوسائل والأساليب التي استخدمها العدو الإسرائيلي فشلت بإجبار الحزب على التراجع ووقف جبهة الإسناد لغزة، ولا يستطيع خوض حربٍ عسكرية واسعة جوية وبرية على لبنان خشية ردة فعل المقاومة ومعادلات الردع القاسية التي تفرضها على العدو، فكانت الحرب الأمنية والتكنولوجية والسيبرانية هي البديل عن الحرب العسكرية لاعتباره أنه يتفوّق فيها على حزب الله”.
ووفق المصادر “يراهن العدو مجدداً على دفع الحزب لوقف جبهة الإسناد من شمال فلسطين المحتلة، من خلال تدفيع بيئة الحزب ثمناً باهظاً لجبهة الإسناد وزرع البلبلة والإرباك في قيادة المقاومة والتشكيك بقدرة المقاومة على حماية بيئتها، كما إظهار التفوق الإسرائيلي في هذه الحرب بعد عجزه عن تغيير الواقع على الحدود بالقوة العسكريّة”.
إلا أن المصادر لم تقلل من أهمية هذا الخرق التكنولوجي الأمني لإحدى شبكات اتصال حزب الله، لكنها أشارت الى أن الاحتلال لم يخرق كل منظومة اتصالات المقاومة، مؤكدة أن شبكة الاتصالات الداخلية للمقاومة آمنة ولم تتعرّض لأي اختراق، ومطمئنة الى أن قيادة المقاومة لم تُصَب بأي أذى.
وعلمت “البناء” أن الأجهزة الأمنية والتقنية المعنية في حزب الله أجرت تحقيقات دقيقة لما حصل وباتت تملك رواية كاملة وأن كل الدلائل والمؤشرات تشير الى ضلوع العدو بهذا العدوان، كما اتخذت إجراءات للحماية الأمنية والالكترونية وتستعدّ لهجمات سيبرانية إسرائيلية جديدة. وتوقع خبراء حصول مزيد من عمليات الاختراق الإسرائيلية لأجهزة اتصالات وتقنيات.