“صفقة القرن” عائدة بعد اجتياح غزة

الثلاثاء ١٩ آذار ٢٠٢٤

“صفقة القرن” عائدة بعد اجتياح غزة

طوني عيسى – الجمورية

ستتكفّل عودة دونالد ترامب المرجحة إلى البيت الأبيض بإحداث تحول تاريخي في الشرق الأوسط، لمصلحة إسرائيل. ولذلك، تأتي حرب غزة في توقيت سيئ جداً للفلسطينيين وقضيتهم.

هناك ثوابت في الاستراتيجية التي تعتمدها الولايات المتحدة الاميركية في الشرق الأوسط، لا تتبدّل مع تبدّل الرئيس. ففي واشنطن، القرار الحقيقي في المسائل المتعلقة بالسياسة الخارجية والأمن يُتخذ على مستويات أعمق من البيت الأبيض. لكن ذلك لا ينفي وجود هامش واسع للرئيس وفريق الحكم والحزب الذي يحظى بالغالبية في الكونغرس.

الاستراتيجية الأميركية في المنطقة تقوم تاريخياً على ثوابت أبرزها: أمن إسرائيل والحلفاء العرب والأوروبيين، أمن مصادر الطاقة، ومنع الصين وروسيا والمحور الشرقي من التمدّد إلى هذه المنطقة التي تشكّل حلقة الوصل بين الشرق والغرب. وتحت هذه العناوين، اختلف الرؤساء والحزبان الديموقراطي والجمهوري على كثير من التفاصيل ووسائل التنفيذ.

العهود الثلاثة الأخيرة توالى فيها الحزبان على الحكم. ومع كل تبدّل، كان يختلف نهج العمل في الشرق الأوسط. فالرئيس باراك أوباما على مدى ولايتين متتاليتين (2009- 2017) كانت مقاربته للملف الفلسطيني أكثر توازناً. فهو تحت سقف الالتزام الثابت بأمن إسرائيل، تجنّب دعم التوسع والاستيطان، واختار الاتفاق مع طهران حول ملفها النووي، وارتأى أنّ سحب القوات من وُحول الشرق الأوسط هو الخيار الأفضل للولايات المتحدة.

نهج الخلف دونالد ترامب جاء مختلفاً. وعلى العكس، هو تبنّى مشروع «صفقة القرن» التي صاغها فريق لصيق به، وقريب جداً من إسرائيل. وعمل ترامب بالتنسيق مع بنيامين نتنياهو، وحقق مطالب إسرائيلية تاريخية، أبرزها:

1 – نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
2 – الاعتراف بضمّ الجولان.

3 – الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وفرض مزيد من العقوبات عليها.

4 – دعم «صفقة القرن» (كانون الثاني 2020) التي تختصر الطموح الإسرائيلي إلى التوسع، خصوصاً في مجال الاستيطان، وتثبيت يهودية الدولة وتهميش الفلسطينيين.

5 – إطلاق أوسع حملة للتطبيع بين إسرائيل والعرب. وقد شملت في مراحلها الأولى الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

وعلى الأرجح، لو فاز ترامب بولاية ثانية، لذهب أشواطاً بعيدة في هذا النهج. لكن فوز جو بايدن، نائب الرئيس في عهد أوباما، قطع هذه الاندفاعة الجمهورية في الشرق الأوسط.

لكن المثير هو أنّ ترامب فوجئ بمسارعة نتنياهو إلى تهنئة بايدن فور نجاحه في الانتخابات الرئاسية، فيما كان هو يرفع الصوت اعتراضاً وتشكيكاً بالنتيجة. ومع أنّ الإسرائيليين برّروا التهنئة يومذاك بأنّها تصّرف بروتوكولي طبيعي بين زعيمي دولتين حليفتين، وأنّها لا تنطوي على أي أبعاد سياسية داخلية، فإنّ ترامب ردّ بقطيعة مع نتنياهو. إذ لم يُعلَن عن أي اتصال تمّ بين الرجلين منذ خروج الأول من السلطة.

لكن محاولات نتنياهو التقرّب من بايدن، بهدف تشجيعه على المضي في نهج ترامب، لم تنجح. ولم يظهر أي انسجام بين الرجلين. وبقيت المقاربتان متباعدتان في المسائل الأساسية كحل الدولتين والاستيطان، والتعاطي مع إيران.

ولذلك، ربما يكون الفلسطينيون والعرب، أي السلطة و»حماس» والأنظمة العربية، قد فوّتوا فرصة وجود بايدن في البيت الأبيض لتحصيل أفضل ما يمكن، لأنّ عودة ترامب ستجعلهم في وضع أكثر صعوبة. فقد كان عليهم أن يتوحّدوا في خطة عمل ويضغطوا معاً لإنتاج تسوية تنطلق من مقررات قمّة بيروت في العام 2002. وكان المناخ مؤاتياً في واشنطن أحياناً. ففي آذار 2022، وجّه 12 نائباً أميركياً رسالة إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، طالبوا فيها إدارة بايدن بإلغاء «صفقة القرن» رسمياً. ولكن، في غياب الضغط الكافي من جانب الديموقراطيين أو العرب في هذا الاتجاه، بقيت «الصفقة» حتى اليوم في وضعية المجمّدة، بلا تنفيذ ولا إلغاء.

وبايدن نفسه أعلن مراراً تأييده «حل الدولتين»، ودعمه إعادة فتح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والعمل لتسوية دائمة بعيداً من مرجعية «صفقة القرن»، لكنه لم يبذل عملياً أي جهد في هذا الاتجاه، ولم يتمكن من فرملة عمليات الاستيطان المتسارعة والقضم التدريجي للمناطق الفلسطينية. بل هو تجنّب القيام بأي خطوة نحو إلغاء المكاسب التي انتزعها الإسرائيليون في عهد ترامب. كما أنّه لم يعلن خطة أميركية بديلة منها.

الفلسطينيون والعرب سيجدون أنفسهم في وضع أكثر صعوبة بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، إذ سيطلق العنان لمشروعه على مدى 4 سنوات. ولذلك، لن ينهي الإسرائيليون حرب غزة في الأشهر القليلة المتبقية من عهد بايدن، إلاّ إذا حقّقوا تماماً أهدافهم باجتياحها بعد تدميرها وتهجير نصف سكانها على الأقل، ما يسمح لهم بفرض أمر واقع في الملف الفلسطيني قد لا يعود تغييره ممكناً. ولذلك، سيظهر يوماً بعد يوم أنّ حرب غزة حضّرت الأرضية المناسبة لإمرار «صفقة القرن»، وأنّ نتائجها كانت كارثية على الفلسطينيين وقضيتهم.

شارك الخبر

مباشر مباشر

10:56 am

ترامب: أنا أدير الولايات المتحدة والعالم

10:54 am

جيش العدو الإسرائيلي يحشد “ألوية احتياط” للقتال في غزة

10:53 am

الإمارات: تقرير مجلس الأمن يدحض ادّعاءات الجيش السوداني الباطلة بحقّنا

10:52 am

تراجع أسعار النفط

10:47 am

وزير الزراعة: شراكات استراتيجية لدعم القطاع الزراعي وتعزيز التنمية الريفية

10:41 am

عون يلتقي كنعان

10:37 am

الدفاع المدني: تعذر الاتصال برقم الطوارئ 125 بسبب أعمال الصيانة

10:23 am

إمدادات الكهرباء عادت إلى طبيعتها في البرتغال

10:22 am

خاص المدى – هدنة عيد النصر: هل تشكّل بداية النهاية لحرب روسيا ـ أوكرانيا؟

10:18 am

تراجع أسعار الذهب

10:15 am

المرجعية الدرزية في جرمانا نددت بـ”الهجوم المسلح غير المبرر” على المدينة

10:14 am

وزير الداخلية من سرايا بعبدا: التحديثات الامنية لا تُثنينا عن انجاز الاستحقاق الدستوري ونعمل على أن تتم الامور بسلاسة

10:11 am

ايران: لجنة التحقيق في أسباب انفجار ميناء الشهيد رجائي تصدر بیاناً حول النتائج الاولية للتحقيق

10:08 am

رئيس البرلمان الإيراني: لن ترتكب “إسرائيل” أي حماقة دون إذن الولايات المتحدة

10:06 am

قوى الأمن توقِف بكمين محكم مطلوب بعدة جرائم

10:04 am

الحرارة غداً تتخطى معدلاتها بـ 8 درجات ومنخفض جوي متوسط الفعالية ليل الاربعاء – الخميس

10:02 am

القناة 12 الاسرائيلية عن مسؤول سياسي: مفاوضات صفقة التبادل متواصلة لكنها لم تشهد توافقاً بعد

10:00 am

غزة.. شهداء وجرحى بقصف مدفعي إسرائيلي وتحذيرات من توقف خدمات الطوارئ

09:55 am

متظاهرون مؤيدون لفلسطين يهاجمون بن غفير خلال زيارته اميركا

09:52 am

مهرجان “كان” يحتفي بفيلم “The Gold Rush” لتشارلي شابلن

09:45 am

عمرو دياب يطعن بالحكم الصادر بحقه في “واقعة صفع شاب”

09:42 am

لمنافسة ماسك.. أمازون تطلق أول أقمارها الاصطناعية للإنترنت

09:38 am

الولايات المتحدة.. إضراب عشرات آلاف العمال في لوس أنجلوس

09:30 am

مادورو: واشنطن تضرب الاقتصاد العالمي وتجر الدول للعداء مع الصين

09:28 am

ستارمر يبدي قلقه إزاء الوضع بالضفة الغربية ويعلن حزمة دعم للفلسطينيين

09:25 am

هيئة عائلات الأسرى “الإسرائيليين” بغزة: آن أوان إظهار المسؤولية والتوصل لاتفاق يعيد كل المخطوفين وينهي الحرب

09:22 am

إعلام محلي سوري: مقتل عنصرين من الأمن العام خلال اشتباكات مدينة جرمانا بريف دمشق الجنوبي فجر اليوم

09:11 am

انخفاض أسعار المحروقات

09:09 am

لابيد: علينا القضاء على حماس نهائيا ولكن أولا يجب التوصل إلى صفقة لإعادة المختطفين لأن هذه الحكومة لن تنتصر في الحرب على أي حال

09:05 am

مصطفى قمر يتعرض لأزمة صحية تمنعه من الغناء والتحدث

09:01 am

“واشنطن بوست”: خوف وترهيب يخيمان على مؤسسات أمنية أميركية

08:58 am

تحالف إماراتي لإطلاق عملة رقمية مستقرة مدعومة بالدرهم

08:48 am

“الإشتراكي” ينفي “خبرًا مدسوسًا” عن جنبلاط

08:46 am

طيران وزارة الطوارئ الروسية يشارك في إهماد حريق ميناء بندر عباس في إيران

08:44 am

رئيس الوزراء الكندي: سأجتمع مع ترامب لمناقشة مستقبل العلاقات الاقتصادية والأمنية وفقا لمبدأ دولتين ذات سيادة

08:37 am

الدفاعات الروسية تسقط 91 مسيرة أوكرانية غربي البلاد

08:34 am

الهيئة التأسيسية لنقابة العاملين في المستشفيات الحكومية: للاستجابة لمطالبنا تفادياً لاي خطوات تصعيدية

08:27 am

وزارة الدفاع الكندية “تحذّر” موظفيها من هجمات الإوز!

08:24 am

قتلى وجرحى في اشتباكات جرمانا جنوب دمشق..

08:23 am

الفاتيكان.. غموض حول مشاركة كاردينال إيطالي مدان في انتخاب البابا الجديد