هنّأ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان المسلمين عموماً واللبنانيين خصوصاً بذكرى المبعث النبوي الشريف، وتوجه للمطارنة وللشركاء في الوطن قائلا: “لبنان وحدة وطنية وسيادة، وبلا سيادة لا قيمة للبنان، وما يجري على الجبهة الجنوبية أهم حرب سيادية على الإطلاق، وسيادة لبنان تعنينا، وأمن “إسرائيل” لا يعنينا، وأهل الجنوب بطوائفهم وباختلاف مشاربهم شرف لبنان وسادة كل الحروب السيادية، وتاريخهم وحاضرهم يضعهم بمرتبة الشرف الوطني، لم يدافع عنهم أحد في الماضي، وهم الآن لا يحتاجون لمن يدافع عنهم، لأنهم درع لبنان الوطني وحماته وأهل تضحياته منذ اليوم الأول للاحتلال الإسرائيلي وما زالوا وسيبقون كذلك للأبد”.
وأضاف قبلان “إن المطلوب اليوم هو موقف أخوي يخدم مصالح لبنان وشعبه، لا مصالح تل أبيب، وما تقوم به مقاومــ.ـتنا وظيفة وطنية عليا لكل لبنان بكل طوائفه، وواجب الجميع الأخلاقي والوطني والإنساني ملاقاة المقــ.ـاومة والمفاخرة بانتصاراتها وتضحياتها وتأمين ظهرها، لا أن نطعن فيها؛ ولن نقبل بأي موقف ينتقص من سيادة لبنان”.
وفيما خص الوضع المحلي شدد المفتي قبلان ان “المطلوب تزخيم العمل الحكومي بمجال الخدمات الصحية والاجتماعية، وخاصة وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة والضمان الصحي، وكفانا ذبحاً لحقوق شعبنا وناسنا على أبواب المستشفيات، وتعريضهم للإهانات والمذلة اليومية”، مضيفاً ان “المطلوب أخذ إجراءات شاملة بخصوص النزوح وحماية الأسواق، واليد اللبنانية العاملة، وإلا فإننا نعمل على إبادة ما تبقى من مقوّمات لبنان”.
وعلى المستوى الإقليمي، قال: “إننا نعزّي الحشد والمقاومة العراقية والقيادات الوطنية في العراق، ونؤكّد وحدة الصف والموقف من صمود وثبات ومقاومة وترابط الساحات والميادين، والجهاد حتى النهاية لتغيير واقع هيمنة واشنطن وتل أبيب في كل منطقة الشرق الأوسط”.
وتابع المفتي قبلان: “فيما تخوض صنعاء أكبر حروبها على الإطلاق، تبدو غزّة بموقع التضحية والثبات والانتصار الاستراتيجي، فيما جبهة جنوب لبنان تتصاعد على وقع ضمان سيادة لبنان والثأر من أسوأ كيان إرهابي في المنطقة. ومن لا يشارك في مواجهة هذا الطغيان والعدوان على المنطقة فإنما يحكم على نفسه بالهزيمة والهوان”.
وختم كلمته بالقرار 1701، فقال: “المقـاومة خاضت غمار معارك وحروب طيلة نصف قرن لتستعيد أرض لبنان وتحمي سيادته وقراره الوطني، ودفعت في سبيل ذلك أعظم القرابين والتضحيات، ومن هنا لا يمكن لأحد مهما علا شأنه أن يشترط على المقــ.ـاومة بخصوص سيادة لبنان وطبيعة الترسانة الضامنة للبنان وسيادته، وبين السيادة والحرب لن نتلكأ عن اختيار الحرب، وسنكون جميعاً في خندق واحد للدفاع عن لبنان وسيادته وشعبه”.