كتبت “البناء”: استعدادات لزيارة المبعوث الأميركي توماس باراك، وبلورة تصوّر واضح للتعامل مع أسئلته وطلباته وفق معادلة، أن ما يريده لبنان محدد وواضح، وهو استعادة أراضيه المحتلة ووقف المخاطر الإسرائيلية، ووقف الاعتداءات المستمرة والمتمادية براً وبحراً وجواً وضمان عدم العودة إليها، وأنه مقابل طلب ضمانات لبنانية بإنهاء ملف السلاح يجب أن يحصل لبنان على ضمانات أميركية بتحقيق مطالب لبنان، ومثلما يطلب من لبنان تقديم وثيقة خطيّة يطلب لبنان وثيقة خطية أميركية ومقابل جدول زمني لتطبيق حصرية السلاح يطلب لبنان جدولاً زمنياً لاستعادة أراضيه وتأمين استقراره ووقف العدوان على أرضه ووقف الانتهاكات الجويّة لسمائه.
في غضون ذلك، حطّ المبعوث الأميركي الى سورية والمكلف ملف لبنان موقتاً توماس برّاك في باريس قبل ان ينتقل الى لبنان مطلع الأسبوع المقبل، حيث أجرى مباحثات مع المسؤولين الفرنسيين في الملفات التي سيبحثها في لبنان.
ونقلت قناة “الحدث” عن وزارة الخارجية الفرنسية قولها “إننا نتواصل مع شركائنا الأميركيين حول لبنان ويجب تطبيق اتفاق تشرين الثاني بكامل بنوده”، مشيرة الى “أن قوات اليونيفيل وآلية المراقبة ستشرفان على تسليم السلاح إلى الجيش اللبناني”.
وأشارت معلومات “البناء” الى أن الورقة اللبنانية أصبحت شبه منجزة بكامل بنودها وتفاصيلها، ولكنها لم تنجز بشكل كامل وتحتاج إلى المزيد من الاجتماعات والنقاشات في بعض التفاصيل الحساسة والأساسية. ولفتت المعلومات الى أن الورقة لن تخرج الى العلن إلا بعد الاتفاق عليها بين أعضاء اللجنة الذين يمثلون الرؤساء الثلاثة فيما يتكفل الرئيس بري بالتواصل مع قيادة حزب الله الذي يطلع على كل مراحل النقاش وعلى التفاصيل ويشارك في بعض الاجتماعات عبر ممثل الرئيس بري الذي يلتقي المعاون السياسي للشيخ نعيم قاسم الحاج حسين الخليل، وبالتالي الاتفاق على الخطوط العامة للورقة شبه منجز على أن يتمّ حسم بعض التفاصيل الأساسية.
وما أصبح معروفاً وفق المعلومات هو أن لبنان ضمن الورقة مساراً كاملاً متكاملاً للحل يبدأ بالانسحاب الإسرائيلي من كامل الجنوب وليس فقط من النقاط الخمس ووضع مزارع شبعا في عهدة الأمم المتحدة وانسحاب “إسرائيل” منها، أي أن الخطوة الأولى على عاتق الجانب الإسرائيلي وليس اللبناني الذي أنجز كل ما التزم به في اتفاق وقف إطلاق النار مقابل عدم التزام الجانب الإسرائيلي ولا الضامن الأميركي – الفرنسي.
ويواصل رئيس الجمهورية جوزاف عون تنسيقه مع رئيس الحكومة للبحث في الردّ اللبناني على الورقة الاميركية على أن يعقد اجتماع جديد للجنة المعنيّة في صياغة الرد على الورقة الأميركية اليوم في قصر بعبدا وفق ما لفتت مصادر إعلامية.