تعتبر محطة نطنز النووية، التي استهدفتها اسرائيل بغارات عدة، اليوم، قلب برنامج إيران النووي، ومركزها الرئيسي لتخصيب اليورانيوم.
واكتسبت هذه المنشأة أهمية استراتيجية وجيوسياسية بالغة، كونها محط أنظار العالم، خاصة إسرائيل والغرب، بسبب قدرتها على إنتاج اليورانيوم المخصب، والذي يمكن استخدامه في أغراض سلمية أو عسكرية.
وتقع منشأة نطنز في صحراء وسط إيران، على بعد حوالي 300 كيلومتر جنوب العاصمة طهران، في محافظة أصفهان. وجزء كبير من المنشأة النووية يقع تحت الأرض على عمق يزيد عن 40 متراً، ومحمي بطبقة سميكة من الصلب والخرسانة يُقدر سمكها بنحو 8 أمتار، وفق تقارير لـ”معهد العلوم والأمن الدولي” في واشنطن.
وبدأ بناء منشأة نطنز في أواخر التسعينيات، وتم الكشف عنها علناً لأول مرة في عام 2002 من قبل مجموعة معارضة إيرانية. وأثار هذا الكشف انتقادات بشأن مدى ونطاق البرنامج النووي الإيراني.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت المنشأة محوراً للعديد من المفاوضات الدولية، والعقوبات، وعمليات التفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA).
وشهدت نطنز تطورات كبيرة في قدراتها على تخصيب اليورانيوم، بما في ذلك تركيب آلاف أجهزة الطرد المركزي من أجيال مختلفة (مثل IR-1 وIR-2m وIR-4 وIR-6)، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتعرّضت المنشأة لعدة حوادث وعمليات تخريب يُعتقد أنها هجمات إلكترونية أو مادية، مثل الهجوم الفيروسي “ستكسنت” في عام 2010، وحوادث أخرى في 2020 و2021، أدت إلى أضرار في بعض قاعات أجهزة الطرد المركزي وأنظمة الطاقة.
وخضعت منشأة نطنز لتفتيش ومراقبة مكثفة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما يقوم مفتشو الوكالة بزيارات منتظمة، ويستخدمون أنظمة مراقبة متطورة (مثل الكاميرات وأجهزة الكشف عن الإشعاع) للتأكد من أن الأنشطة النووية في المنشأة تتماشى مع التزامات إيران بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT).
وبعد الهجوم الإسرائيلي، أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، الجمعة، تسجيل تلوث إشعاعي داخل موقع “نطنز” النووي دون وجود تلوث خارجه.
وذكرت الهيئة الإيرانية، أنها ستقيم الأضرار في “نطنز” بعد التخلص من الإشعاعات داخل الموقع، لكنها أكدت أنه “لا يوجد ما يدعو للقلق”.