يكاد يوم لا يمر، من دون تناقل خبر توقيف مراكب الهجرة غير الشرعية التي تحاول مغادرة الأراضي اللبنانية عبر البحر قبالة شاطئ العريضة في عكار. ويؤكد المهاجرون الذين تواصلوا مع عائلاتهم في عكار طالبين المساعدة لإنقاذهم، بأنهم عالقون في عرض البحر بالمياه الإقليمية الدولية قرب جزيرة مالطا، ومعهم أطفال ونساء حوامل أنجبت في الزورق من شدّة الخوف، مؤكدين أنهم تواصلوا مع السفارة الإيطالية ولكن من دون جدوى، وناشدوا السلطات اللبنانية والإيطالية التدخل لمساعدتهم ومنع غرقهم.
وأشار ذوو المهاجرين وهم من بلدة ببنين، إلى أن أوضاعهم صعبة للغاية وهناك مرضى أمراض مزمنة أصيبوا بالإغماء، مؤكدين أن الظروف الصعبة دفعت بهم للمغادرة وأن هناك “تسهيلات ومغريات من قبل السماسرة لتأمين مغادرتهم، ولكن سرعان ما يتضح أن الأمور مبالغ بها وأنهم يعرضون حياتهم للخطر”.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر أمنية “للأخبار”، بأن “عمليات المغادرة بطريقة غير شرعية تحصل بشكل شبه يومي وبخاصة من شواطئ العريضة والشيخ زناد في عكار، وذلك رغم تشديد الرقابة عليها من قبل القوى الأمنية والجيش اللبناني، ولكن الأمور غير مضبوطة نظراً لاتساع الشاطئ ولمعرفة المهربين من أبناء المنطقة بجميع المنافذ”، مبينةً أن “العملية الأخيرة أسفرت عن توقيف المدعو ع. ص. وهو من بلدة ببنين والتحقيقات مستمرة لمعرفة بقية المهربين والسماسرة”.