لاحظت مصادر سياسية وعسكرية أن الغارات الإسرائيلية استهدفت منطقة محيط النبطية التي تقع في عمق شمال الليطاني، ما يعني أنها تهدف لضرب الاقتصاد في المدينة أولاً وبث الرعب والإرهاب بين المواطنين وثانياً الضغط على الدولة اللبنانية للدفع باتجاه نزع سلاح حزب الله. وذكرت المصادر بقول المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس منذ أيام إن على الدولة اللبنانية أن تسرع بتنفيذ التزاماتها قبل أن ينفد صبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأوضحت المصادر لـ»البناء» أن الاعتداءات الإسرائيلية تعد خرقاً فاضحاً وواضحاً للقرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار، ما يستوجب من الحكومة اللبنانية التحرك العاجل واستخدام كافة الوسائل الدبلوماسية والسياسية لوقف العدوان لا سيما تقديم شكوى إلى مجلس الأمن وقيام وزارة الخارجية بتفعيل عمل البعثات الدبلوماسية في الخارج للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها والانسحاب من الجنوب. وتساءلت المصادر عن دور لجنة الإشراف الدولية على تطبيق القرار 1701 وعن الراعي الأميركي الذي يمنح «إسرائيل» الضوء الأخضر لهذه الاعتداءات.
وبحسب أوساط ديبلوماسيّة أوروبية فإن الغارات الإسرائيلية انتهاك للقرار 1701 ولتفاهم وقف إطلاق النار وتتحمّل «إسرائيل» مسؤوليته ما يعيق مهمة القوات الدولية والجيش اللبناني في الانتشار وإزالة المظاهر المسلحة، وبالتالي استكمال تطبيق القرارات الدولية، وحذّرت الأوساط عبر «البناء» من استمرار هذه الهجمات التي تفتح الباب أمام عودة التوتر الى الحدود. كما حذرت من توجه لدى رئيس حكومة «إسرائيل» الى توسيع عملياته العسكرية في لبنان لأسباب تتعلق بالوضع الداخلي المأزوم والتوتر بين نتنياهو والرئيس الأميركي إضافة الى تقدم المفاوضات الأميركية – الإيرانية في روما نحو إعلان اتفاق في أي لحظة، ما يخلق وقائع جديدة في المنطقة قد تجبر نتنياهو على خيارات لن تكون في مصلحته، وبالتالي يختار خيار توسيع الحرب باتجاه لبنان أو سورية أو غزة.
وعلمت «البناء» أن سيارة تقل مواطنين اعترضت دورية تابعة للقوات الدولية «اليونفيل» خلال جولتها على طريق إحدى القرى في الجنوب، وطلبت منها المغادرة بعدما لاحظت أنها أزالت رايات وصوراً تابعة لحزب الله. غير أن مصادر معنية في «اليونفيل» نفت لـ»البناء» نفياً قاطعاً أن تكون دورية اليونفيل قد أزالت أياً من الأعلام أو الصور في المكان التي مرت قربه، مشددة على أن الدورية تابعة لقيادة الكتيبة الإسبانية ولم تكن مكلفة بأي مهمة في المكان، مشددة على أنها صودف مرورها في المكان ولم تقصده. مؤكدة احترامها لأهالي الجنوب ووقوفها معهم، وأداء مهامها بالتنسيق والتعاون مع الجيش اللبناني.