كشفت مصادر ديبلوماسية رفيعة لصحيفة «الديار» أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يواجه دولةً فحسب، بل يواجه فكرة وعقيدة متجذّرة يصعب كسرها بالقوة. وتضيف هذه المصادر أن خامنئي يؤدي دورًا ذكيًا على مستويين: الأول، يستند إلى اعتزاز الإيرانيين بعزّتهم وكرامتهم الوطنية؛ أما الثاني، فينبع من مكانته كمرجعية شيعية قادرة على تحريك مشاعر الشيعة في عدة دول كالعراق وأذربيجان وبعض دول الخليج، إضافة إلى مناطق شيعية في آسيا الوسطى. وقد لا تمنع هذه الحشود وقوع معركة ضارية، لكنّها ستفتح «أبواب جهنم» على الأميركيين والغرب.
من هذا المنطلق، أتى كلام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعدم استخدام القوة لاسقاط النظام الايراني، لان ذلك يعد «أكبر خطأ» وسيؤدي الى «فوضى» في الشرق الأوسط، على غرار ما حدث في العراق وليبيا.
وتتابع المصادر الديبلوماسية أن سؤالًا جوهريًا يُطرح اليوم: إذا كانت واشنطن و “تل أبيب» مصممتين على إسقاط النظام الإيراني، فهل بإمكانهما تحقيق ذلك فعليًا؟ وإذا تمكّنتا من إسقاطه، فما البديل؟ وهل هناك قوى بديلة جاهزة في الداخل الإيراني أو في الخارج؟ وهل ستقبل دول الجوار مثل هذا التغيير؟ علمًا أن إسقاط النظام في طهران لا يمكن أن يتم عبر الضربات الجوية وحدها، بل يتطلب تدخلًا بريًا، تمامًا كما حصل في العراق، حيث شنت الولايات المتحدة غارات جوية لسنوات قبل أن ترسل 200 ألف جندي لإسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
اميركا امام ثلاثة خيارات
وفي ضوء الخيارات المطروحة أمام الإدارة الأميركية، تكشف مصادر مطلعة أن واشنطن أمام ثلاثة مسارات:
1. خوض مواجهة شاملة تهدف إلى إسقاط النظام الإيراني، بما في ذلك الاشتباك بالوكالة مع حلفائه في العالم.
2. توجيه ضربات مركّزة للمنشآت النووية، لتأكيد موقفها أمام المجتمع الدولي بأنها عطلت البرنامج النووي الإيراني.
3. العودة إلى طاولة المفاوضات عبر قنوات سرية، رغم أن هذا الخيار يبدو مستبعدًا في الوقت الراهن.
هل الخطة الاسرائيلية-الاميركية تهدف الى اغتيال الخامنئي؟
الى ذلك، ذكرت مصادر سياسية ان كل الاحتمالات واردة، غير ان اتخاذ ادارة ترامب قرارًا باغتيال المرشد الاعلى الايراني سيؤدي الى خراب كبير وفوضى عارمة لا تحمد عقباها. وعليه، يمكن للاميركيين ألا يقدموا على هذه الخطوة، ليس من باب حسن النية او كرم اخلاق من اميركا او «اسرائيل»، بل خشية من اغتيال رمز شيعي له حيثية كبيرة عند الشيعة، ويمكن ان يؤدي قتله الى اضطرابات كثيرة في المنطقة.