اشار الكاتب والمحلل السياسي وسيم بزي في حديث لبرنامج “مانشيت” عبر اذاعة صوت المدى، الى انه “في هذه المواجهة التي نعيشها في الجنوب مع العدو خاصة في السابيع القليلة الاخيرة والتي اتضح فيها ان اي مسار سياسي او صفقة على صعيد الحرب الدائرة على الشعب الفلسطيني في غزة تبين لا زالت بعيدة وبعد فشل الموفدون الاجانب بزحزحة الموقف اللبناني او سحبه باتجاه حسابات خارج المحددات الوطنية التي يتبناها لبنان على المستوى الرسمي هذا الامر اضفى على معركة الجنوب في الفترة الاخيرة ما يمكن تسميته بمعركة ارادات او معركة كسر ارادات، ونتيجة واقع المعركة الميداني والضربة الاخيرة التي تلقاها العدو باستهداف قاعدة في “صفد” والضربة المباشرة التي تلقتها قام العدو مضطرا لاعادة تجميل صورته ودائماً في ظل هكذا لحظات يوسع العدو اطار ضرباته لتستهدف بشكل مباشر المدنيين اللبنانيين، ورغم كل هذه الدماء التي سقطت باعتقادي لازالت الجبهة اللبنانية في الواقع الموضوعي وبحال التوازن السائدة والندية بالنيران قادرة حتى الآن على اعادة امتصاص كل الشطحات التي قام بها العدو”.
واضاف بزي “الاسابيع التي نحن بصددها الآن “اسبوعان قادمان” او اكثر سيكونوا بمفاعيل تصعيدية كبيرة ليس فقط على صعيد لبنان بل على صعيد ساحات المواجهة كلها، لانه في هذين الاسبوعين سيتبين بشكل قطعي حجم الفرصة التي يمكن ان يوفرها السعي الجدي باتجاه صفقة بموضوع غزة والاسرى والهدنة والتوازنات التي ستنتج عنها، سواء المدة الزمنية التي ستستمر فيها الهدنة، المرحلتين الثانية والثالثة وارتباطهما بها”، مؤكداً أن “ظروف الواقع الميداني تثبت انها اصلب واقوى من اي تهديد وباعتقادي لا انفجار متمادي لجبهة لبنان ولن يتعدى التصعيد حدود بعض الضربات هنا وهناك ولكن الايقاع حتى الآن، مازال واقع النيران مضبوطاً من ان يذهب باتجاه مواجهة كبيرة”.
وتابع “معلوماتي من الطرفين الذين التقوا الوفد الفرنسي (رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة) لم اسمع عن مهل بشكل محدد ومباشر قد يكون الامر مرتبط بنضوج واقع المعركة في غزة وتأتي هذه المهل في اطار الضغط والتهويل ومحاولة زحزحة الموقف اللبناني عن الثوابت الوطنية التي تحكمه”، مشيراً الى ان “الفرنسيين ليسوا في قلب المشهد عملياً انما المسؤول الحقيقي عن ملف الحدود هو اميركا ومن يمثلها هو آموس هوكشتاين”.
وعن انخراط حركة امل في المعركة، قال بزي “وجود حركة امل فاعل في قرى الجنوب وهي تاريخياً جزء من المقاومة ولديها اطر عسكرية في اطار المقاومة، ولديها وجود في كل الضيع القائمة”، لافتاً الى انه “لازالت عملية صفد خاضعة لمنطق الغموض البناء ويمكن ان يكون حزب الله تعمد عدم الاعلان عن مسؤوليته ويمكن ان يكون حزب الله ليس من نفذ العملية والسؤال لماذا لم يتم تبني العملية رسمياً؟”.