في اليوم التالي لاستشهاد رائد خطاب، نشر مدير موقع «نهار عيتا» الإعلامي إبراهيم طحيني صورة له تعود إلى 2007. حينها، كان ابن عيتا الشعب الحدودية (قضاء بنت جبيل – جنوب لبنان) في الثانية عشرة من عمره، يتجول في معرض لغنائم المقاومة من مواجهات عيتا الشعب وأخواتها خلال عدوان تموز 2006. في الصورة، يظهر خطاب مستلقياً داخل خزان فارغ لصاروخ كان محملاً بالقنابل العنقودية، كانت قد أطلقته الطائرات الإسرائيلية قبل عام على البلدات الجنوبية. بعد 17 عاماً، استشهد خطاب يوم الثلاثاء الماضي مع ثلاثة مقاومين في غارة معادية استهدفت تجمّعهم في بلدة الضهيرة الحدودية. أضاف طحيني صورة حديثة لخطاب بالبزة العسكرية إلى جانب صورته طفلاً. خط تحت الصورتين: «2007: هزأت بهم منذ طفولتك… 2024: جعلتهم يرون بأس شبابك». في حديث لـ «الأخبار»، قال طحيني إنه شاهد الصورة عن طريق المصادفة خلال بحثه على محرك غوغل عن مواد تخصّ عيتا الشعب. احتفظ بها منذ ذلك الحين، قبل أن تتلف قبل أشهر قليلة، تحت ركام منزله الذي دمرته غارة إسرائيلية خلال العدوان المستمر. لاحقاً، التقى بخطاب في إحدى السهرات. وفي إطار استحضار الجالسين لتاريخ عيتا في مقارعة إسرائيل، استذكر طحيني الصورة، ممازحاً صاحبها بأنه سيعيد نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي عند استشهاده. حينها، ابتسم خطاب برضى وهذا ما حصل بعد شهرين فقط.
صورة الطفل المستلقي بعنفوان وفخر في الصاروخ الفارغ مذيلة بتوقيع الزميل محمود زيات، مصور «وكالة الصحافة الفرنسية» حيث نشرت الصورة في 15 تموز (يوليو) 2007. علم زيات من «الأخبار» بنبأ استشهاده كما بهوية الطفل. «طوال سنوات، حاولت مراراً التعرف إلى هوية الطفل الذي بقي أداؤه محفوراً في ذاكرتي». وفي حديثه لـ «الأخبار»، يشير زيات إلى أن خطاب كان واحداً من سبعة فتيان يتجولون داخل معرض لغنائم عدوان تموز نظم في إحدى المدارس في عيتا الشعب. و«بخلاف أقرانه، طغت على ملامحه وتحركاته، الجدية والرصانة والهيبة. كان يتنقل بين الأسلحة بخطى المقاومين المنتصرين». ألمّ الحزن بزيات بعد علمه باستشهاد الطفل المستلقي. عاد إلى «ألبوم» الصور الذي يحتفظ به من معرض الغنائم. «وددت لو قابلته سابقاً لأعيده إلى عام 2007، ولكنه باستشهاده أعادني إلى خلة وردة» قال زيات. أولوية الأخير أن يتعرّف إلى باقي المجموعة التي كانت برفقة خطاب. «ربما بعضهم قد استشهد على الطريق نفسه. فهم ما إن كبروا في عيتا الشعب، يصبحون مقاومين تلقائياً».