أفادت صحيفة “الديار”، بأن المناخ الدولي الضبابي انعكس على ملفات المنطقة في كل من لبنان وسوريا، حيث رأت مصادر متابعة لمسار الاحداث السورية، ان ما يحصل وان كان متوقعا الا انه جاء مفاجئا لجهة توقيته، بسبب تقاطعه مع ما يجري في الجنوب، وتسليط الضوء أيضا على مناطق الساحل باعتبار أن لديها خصوصية، حيث رأت المجموعات المرتبطة بالنظام السابق فرصة ذهبية لاطلاق تمردها المسلح، معتبرة انها لن تتوقف، نظرا إلى أنها تحصل في منطقة جغرافية معينة وفي بيئة معينة، لأن القيادة السورية الحالية غير قادرة على فرض سيطرتها على كامل سوريا، مستعيضة عن ذلك بشن حملة تطهير طائفية، وسلسلة من المجازر.
ورأت المصادر أن العمليات الأخيرة تهدف إلى إحداث فوضى أمنية، لكي توظفها أطراف خارجية تعمل على زعزعة الاستقرار في الداخل السوري، بدليل تغطيتها لمنطقة جغرافية امتدت من اللاذقية إلى طرطوس، ما يؤكد أنها عمل منظم وتحمل أبعادا كثيرة، مبدية حذرها من تداعيات ما يحصل على الداخل اللبناني.
هذا الوضع ترك اثره في الساحة اللبنانية، وسط المخاوف من تحركات تعيد الى الواجهة مشهد السنوات الماضية، خصوصا في ظل التوازنات الحالية، حيث اعتبرت اوساط وزارية لبنانية، ان ما يحصل في سورية لا بد له من ان ينعكس على الساحة اللبنانية، في نقطتين اساسييتين، قد تعرض الداخل لخطر كبير، وهما:
-مسالة النزوح وفلتان الحدود، وهو ملف بحثه الرئيسان اللبناني والسوري في القاهرة، حيث من مصلحة سورية كما لبنان حسم هذا الملف، خصوصا في ظل موجة النزوح الجديدة التي بدأت بعيد الانقلاب الذي شهدته سورية، مع دخول عشرات آلاف السوريين من مؤيدي النظام الى مناطق متفرقة من لبنان، بينهم عدد لا يستهان به من العسكريين السابقين، وهم يشكلون قنبلة موقوتة، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فلتان الحدود، لجهة استخدام المعابر غير الشرعية المستحدثة والمستخدمة في حركة الذهاب والاياب من والى سورية.
-النقطة الثانية، امكان استفادة بعض الخلايا الارهابية النائمة من الوضع القائم، لتنفيذ اجندات معينة، في ظل الاحتقان الذي تعيشه بعض المناطق، سواء شمالا، او بقاعا، والدعوات لحملات النصرة والجهاد.
غير ان الاوساط تستدرك، معتبرة ان الاجهزة الامنية والعسكرية، تتابع عن كثب وبدقة الوضع ، حيث تؤكد وفقا لتقاريرها ان الارض والشارع مضبوطان، وان الحدود ممسوكة الى حد كبير، كاشفة ان الاطراف الداخلية تبلغت ان أي محاولات للعب بالنار ستواجَه بحزم وقوة لان القرار متخذ بابقاء لبنان خارج دائرة الصراع، فالغطاء السياسي مؤمن للقوى الامنية لضرب أي محاولات لاستجلاب الصراع الى الداخل اللبناني.