تصدّرت الأحداث الأمنية جنوباً وبقاعاً المشهد الداخلي مع استمرار الاشتباكات بين الفصائل المسلحة التابعة للنظام السوري وأهالي القرى الحدودية اللبنانية وتكرار الاعتداءات من الداخل السوري باتجاه الأراضي اللبنانية واستهداف المنازل المأهولة بالسكان واختطاف شابين من عائلة مدلج وقتلهما داخل الأراضي السورية، وسط علامات استفهام تطرحها جهات سياسية وأمنية ودبلوماسية متعدّدة التوجهات إزاء ما يجري على الحدود وخلفياته وأهدافه وما يرتبه من أخطار تهدّد لبنان برمته، لا سيّما أنه كان يمكن احتواء الاشتباكات عبر التنسيق بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والسورية والحؤول دون توسعها وزهق أرواح المواطنين الأبرياء، ولماذا هذه السرعة في اتخاذ القرار والعنف الذي أبداه النظام السوري بالتعامل مع حادث أمني عابر على الحدود مع دولة مفترض أنها صديقة وشقيقة مقابل اللين والصمت حيال استباحة العدو الإسرائيلي لمناطق الجنوب السوريّ، ربما تتجاوز مساحتها مساحة لبنان، من دون أن تُصدر دمشق أي موقف واضح يدين هذه الاعتداءات أو التقدم بشكاوى الى مجلس الأمن الدولي ببيان احتجاجي أو تسمح لمجموعاتها المسلحة بالتقدّم لمواجهة الاجتياحات الإسرائيلية جنوب العاصمة السورية؟
ووفق ما تشير مصادر سياسية لـ”البناء” فإن الفصائل المسلحة السورية تستغل هذه الأحداث وتعمل على تضخيمها واتهام حزب الله بالوقوف خلفها، للاستثمار السياسي وتقديم أوراق اعتمادها لجهات خارجية وتحديداً للعدو الإسرائيلي عدو للبنان وسورية بأنها مستعدة لتنفيذ أجندات ترتبط بالمشروع الأميركي الإسرائيلي للشرق الأوسط الجديد، إضافة الى حرف الأنظار عما ارتكبته المجموعات المسلحة التابعة لنظام دمشق بحق الأبرياء في الساحل السوري ومناطق سورية أخرى.