كتب موقع “LebanonOn” الالكتروني ما يلي:
بعد نقل مواقع اخبارية عدة الرواية الحقيقية حول عملية خطف عضو بلدية بولونيا نقولا سماحة من قبل مجموعة تابعة للوزير السابق الياس المر، وهي رواية موثقة بإفادات لدى الاجهزة الامنية، فقد المر الأب أعصابه وتهجّم على نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب عبر صحيفة “الجمهورية” التي يملكها، بعبارات أقل ما يقال عنها أنّها لا تمت الى الاعلام بشيء.
فهذه ليست المرة الأولى التي يستعمل المر الصحيفة العريقة إلى منبر للإفتراء كلّما أراد ابتزاز أحد، موهوما بأنّ طريقته التي مر عليها الزمن، وبأنّ أسلوبه هذا يحقق له مبتغاه، وهو الذي لطالما كان “صديق الدجاجة” قبل أن ينتقل على كبر إلى اقحام الأرنب بمقالاته مستغنيا عن الدجاج.
فالياس بو صعب إبن بلدة ضهور الشوير لا يعنيه أسلوب المر منتهي الصلاحية في عصرنا اليوم، وإنّ شباب وشابات وأهالي المتن عموما لا يرهبهم أسلوب المرّ، لا بل إنّهم حضاريون، ويشمئزّون ويرفضون الحركات الإستعراضية أو الميلشياوية؛ وهم يحترمون من يحترمهم لا من يحتقرهم، لهذا يعوّلون على أداء بو صعب وزملائه من نواب المتن اللذين يؤمنون بمنطق الدولة والقانون والإستقواء بالقضاء والأجهزة الأمنية؛ فبو صعب عندما يمسك الحق بيده، فهو لا يستعمل الاسلوب الميليشياوي والتهديدي، وهو يعيش الواقع ولا يعيش على زعامات موروثة ولّت وباتت من الماضي؛ أمّا المرّ فهو موهوم ويعيش على أمجاد الماضي التي لم تعد موجودة، والتي أصلا لا تنتقل بالوراثة، بخاصة إذا كان الوريث هو من خذلها وخانها كما خان مؤسسها، وربّما نسي تاريخه المتقلب حين لعب دور “الصهر” المستفيد من العلاقات الداخلية ومع سوريا لينقلب عليهم جميعا ثم يعود مؤخّرا ليقدّم أوراق اعتماده مجدّدا بعد أن أُخرج من دوره الفولكلوري بالإنتربول.
أمّا عن الأوصاف التي وُجّهت ضد بو صعب فهي لا تمت إلى الصحافة ولا إلى السياسة بصلة، بل هي تدلّ عن الإرتياب و”الولدنة” الحاصلة لدى الياس المر من الرواية الأمنية لما حصل مع عضو بلدية بولونيا من خطف وتهديد وإرغام على الرجوع عن استقالته.
الأجهزة الأمنية تعلم الحقيقة كلها والإفادات مدّونة وكل شيء موثق، وعندما انكشفت الحقيقة بدأ الهجوم على محافظ جبل لبنان النزيه، عبر نفس أسلوب المر بمقالات أصبحت مسخرة لكلّ من يقرؤها، وتبعها بهجومه على الياس بوصعب. فالمرّ اليوم لم يعد يستطيع ان يتسلّح بمؤسسة الانتربول التي تلطى خلفها لسنوات مهدّدا رؤساء بلديات ومفاتيح انتخابية ليتبيّن بعدها زيف هذا المنصب، وأنّه منصب فخري ورمزي، ولا علاقة له بالانتربول الحقيقي، وأنّ فساده أدى إلى طرده بعد عدد من الدعاوى القضائية التي طالت الوظيفة التي كان متواجدا فيها، فالمياه تكذب الغطاس.
الرجل المخطوف أعطى إفادته أمام الأجهزة الأمنية وكذلك أمام محافظ جبل لبنان، واذا تدخل النواب الذين أزعجوا المرّ، فهم تدخلوا للقول أنّ لا مكان للعنتريات في المتن بعد اليوم، وطريقة صحيفة المر باتت معروفة، فمن الأفضل اليوم إلتزام الصمت والقانون والجميع تحت القانون ولا مكان للعضلات والعنتريات، فهذه الايام انتهت الى غير رجعة.