رضوان عقيل- النهار
لم يكن مفاجئا ما قاله الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم في العاشر من عاشوراء في معرض ردّه المباشر والواضح المعالم على الموفد الاميركي توم براك بأنه لن يقبل في تسليم سلاحه قبل تأكده من انسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة في الجنوب. ومن الواضح هنا ان الحزب لم يخرح عن أدبياته المعروفة حيال نظرته للسلاح وفلسفته له، ولو انه لم يقفل باب الحوار وامكانية التوصل الى صيغة لبنانية موحدة بالتفاهم مع المسؤولين في الدولة الذين يخوضون معركة ديبلوماسية قاسية، ولا سيما مع ارتفاع الضغوط الاسرائيلية ومن خلفها الاميركية حيث يقول الطرفان بانهما لن يقبلا باستمرار الحزب على هذه الحالة من خلال استمراراه بالحفاظ على سلاحه.
ومن الملاحظ ايضا ان مواقف قاسم لم تختلف في المضمون عن كلام نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب الذي سأله بدوره عما “اذا كان تسليم السلاح مصلحة لبنانية “في هذا التوقيت مع توجيهه انتقادات لاذعة لجهات لبنانية عدة تنادي بحصر السلاح في يد الدولة وفي مقدمها “القوات اللبنانية”.
في المقابل تتجه كل الانظار في الداخل والخارج الى ردّ لبنان الرسمي الذي سيقدمه للموفد الاميركي توم براك الاثنين اذ لا يمكن للرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام الا تقديم خلاصة مقنعة يمكن البناء عليها في المستقبل تشير في شكل واضح ومن دون التباس الى مقاربة التعاطي مع سلاح “حزب الله” ولو انه سيتم التركيز على مسألة الحصول على “ضمانات حقيقية” من الادارة الاميركية تشدد على انسحاب اسرائيل من الجنوب زائد ان تكون البداية من طرف اسرائيل اولا بوقف الاغتيالات والاعتداءات المفتوحة.
وبعد كلام قاسم يقول قيادي في الحزب ان الأخير على استعداد للحوار مع ضرورة العمل على “تطبيق وقف اطلاق النار وان الانسحاب الاسرائيلي كان يجب ان يحصل في اول شهرين من الاتفاق”. ويضيف ان الحزب يرفض لغة التهديد والفرض والوعيد “فهي لا تمشي معنا. ولا يمكن للمرء عندما يكون السكين على رقبته ان لا يدافع عن نفسه”. وفي المناسبة لا يقبل الحزب توصيف كثيرين انه امام الفرصة الاخيرة. ويخلص ان لديه كل الثقة بالدولة وخصوصا مع الرئيسين عون وبري وان”رئيس المجلس يملك هامشا لا بأس في كل مفاوضاته مع الاميركيين”.
ويختم “تجربتنا مع الاسرائيلي والاميركي غير مشجعة وما فعلته واشنطن في تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار لم يكن الا من باب تغليب مصلحة اسرائيل. ولكل هذه الاسباب اطلق الشيخ قاسم هذه المواقف الاخيرة”.