مجريات الأحداث عند الحدود اللبنانية-السورية والاشتباكات المسلّحة بين فصائل تابعة للنظام السوري الجديد من جهة، والعشائر البقاعية من جهة ثانية، لا تزال موضع اهتمام ومتابعة، خصوصاً بعد دخول الجيش اللبناني على خط التدخّل العسكري للردّ على أي استهداف يطال الأراضي اللبنانية.
إلاّ أنّ اللافت هو الإصرار على زجّ “حزب الله” في هذه الأحداث بالرغم من نفي الأخير علاقته بها.
المدير العام لـ”شبكة مرايا الدولية” فادي بودية أكّد أنّ ما حصل على الحدود ليل أمس “لم يكن وليد اللحظة، بل جولة من جولات حصلت سابقاً وتحصل بشكل متكرّر”، لكنّه شاء التوقّف عند نقاط أساسية عدّة. وقال: “أولاً؛ عندما يشعر هؤلاء المسلّحون بأنّ وضعهم الميداني صعب في المواجهة، نرى مسيّرات إسرائيلية تنطلق، وطيراناً حربياً يؤازر في بعض الأحيان، ما يعني أنّ هناك تدخّلاً إسرائيلياً بشكل مباشر أو غير مباشر مع هذه الجماعة.
ثانياً؛ هذه الفصائل التي تأتي من سوريا لكي تقاتل، تضمّ بعض المجموعات المسلّحة من جنسيات أجنبية، ولا أفهم ما هي قضيتهم على الحدود مع الهرمل؟ أي قضية مثلاً، يحملها الأوزباكي لكي يأتي من بلده ويقاتل؟
ثالثاً؛ إسرائيل تقول إنّها دمّرت كلّ قدرات الجيش السوري في سوريا، لكن من أين يأتي هؤلاء المسلّحون بالمسيرّات والدبابات والآليات العسكرية والأسلحة؟ إذا سلّمنا جدلاً بأنّ تركيا تدعمهم، فهل لديها مصلحة في هذه المنطقة أكثر من إسرائيل التي تريد خنق طريق الإمداد للمقاومة”؟
وإذ ذكّر بودية بأنّه “عندما تعرّض أهل الساحل السوري للذبح، سارعت جماعات في طرابلس إلى إعلان ولاءها للجولاني واستعدادها لمساندته في عملياته”، رأى أنّ “هذا يؤشّر إلى جهوزية الكثير من المجموعات إذا لزم الأمر، أو إذا أُعطيت لها إشارة للانطلاق، وتتحدّث بعض المعلومات عن حصول اتصالات وعروضات للانضمام الى المسلّحين متى لزم الأمر، ما يؤشّر الى أنّ هناك مخططاً لربط القصير مع طرابلس إلى الواجهة البحرية، وطبعاً هذا المشروع هو مشروع إسرائيلي ومقدّمة للتخطيط للتقسيم في لبنان”.
ولفت بودية إلى أنّ الجيش اللبناني “تعامل مع المسلحين بحزم وبوطنية عالية جداً”، معتبراً أن زجّ إسم “حزب الله” في هذا الموضوع له أهداف عدّة، “في مقدّمها توريطه في معارك سطحية لجسّ نبض جهوزيته في أي معركة قادمة، وانكشافه أمنياً في أي عملية ميدانية لدى محاولته إخراج أسلحة ما قد يؤثر على وضعه الأمني، والأهمّ زيادة نقمة البيئة اللبنانية عليه، وبالتالي يريدون إحراجه في هذا الموضوع، ومن هنا نرى أن هذا الإصرار في توريط الحزب أو زجّ اسمه هدفه إحداث فتنة سنّية ـ شيعية يراد لها أن تستعر بشكل كبير”.