وجدي العريضي – النهار
هل تحول بعض النواب إلى منجمين يقولون إن الاستحقاق الرئاسي موعده سنة 2025، وهم بالكاد يعرفون ما يجري حولنا على المستوى الداخلي والدولي والإقليمي؟ سبق أن حددت مواعيد لانتخاب الرئيس في أيار وحزيران وبعد خروج الرئيس ميشال عون من قصر بعبدا بأشهر أو بأسابيع، وسوى ذلك من تكهنات، سقطت كلها، ثم اندلعت حرب غزة والجنوب وساهمت في إبعاد الاستحقاق أكثر، ولا أحد يعرف متى تنتهي، وكيف تكون الحال السنة المقبلة.
يضاف إلى ذلك أن دور اللجنة الخماسية مفرمل في هذه المرحلة، إذ يقول أحد سفرائها “إننا حتى الساعة ليس لدينا أي موعد للتحرك، لأن ظروف الحرب وما يجري في لبنان تحديداً، تحول دون انتخاب الرئيس، وبالتالي لا موعد يمكن تحديده، أو متى يعود الموفد الفرنسي جان إيف لودريان”. لذلك لا أحد يتحدث من سفراء الخماسية عن الاستحقاق الرئاسي، بمن فيهم المعنيون وسفراء الدول الكبرى. وقول بعض النواب إن الرئيس سينتخب سنة 2025، إنما يدخل في إطار المواقف الاستهلاكية لا أكثر.
رئيس تكتل “الاعتدال الوطني” النائب وليد البعريني يقول لـــ”النهار”: “من الصعوبة بمكان في مثل هذه الأجواء والظروف، حيث الحرب تتفاعل من غزة إلى جنوب لبنان، وإسرائيل تقوم باعتداءات تطاول مناطق خارجة عن قواعد الاشتباك، أن نحدد وقت انتخاب الرئيس. فالأمور مرتبطة بالتطورات الميدانية والسياسية، وكل شيء مرتقب ومتوقع في مثل هذه الأجواء على المستوى الداخلي وإقليمياً ودولياً، لذلك لا أحبذ تحديد مواعيد. نحن في التكتل قمنا بواجبنا من خلال مبادرة هي الأبرز ولم نصل إلى نتيجة، لأن ظروف الحرب طغت على ما عداها، ومن الواضح أن هناك تباينات وخلافات بين معظم الكتل حول مواصفات الرئيس، إلى أمور وتعقيدات كثيرة، لكننا نتمنى أن ينتخب الرئيس اليوم قبل الغد لخلاص لبنان وتشكيل حكومة إصلاحية، فالناس يعانون الأمرّين على كل المستويات”.
ويخلص البعريني: “بصراحة متناهية، لا يمكنني أن أحدد مواعيد. وأفاجأ بأن البعض يقول إن الرئيس سينتخب في هذه السنة أو بعدها، وغير ذلك من التكهنات. نحن نمر في ظروف مفصلية على كل الصعد، والاستحقاقات متروكة لأوقاتها وفق التحولات والمتغيرات المرتقبة”.
رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون قال بدوره لـــ”النهار”: “لا أعرف كيف أن البعض يحدد مواعيد للرئاسة في ظل هذه الظروف الاستثنائية، حيث ثمة حرب في غزة وجنوب لبنان، وبالتالي هناك استحقاقات دولية لها صلة بلبنان، لذلك لا أتوقع أن ينتخب الرئيس في العام الحالي. قد يكون ذلك سنة 2025، والأمر مرتبط أولاً بنتائج الحرب، وكيف سيكون دور “حزب الله” وموقعه بعدها، وصولاً إلى غزة. لذلك، حين تتبلور النتائج وانعكاساتها على لبنان، قد يبنى على الشيء مقتضاه بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي”.
أما المسألة الأهم في رأيه فمرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية، “إذ عندما ينتخب الرئيس الأميركي، ستعلن سياسة جديدة للشرق الأوسط ولبنان، من خلال تعيين وزير خارجية تكون له مطالعة في الكونغرس، ويحدد السياسة الشرق أوسطية، ومنها النظرة إلى لبنان. إذا، الأمر مرتبط في شكل وثيق بالاستحقاق الرئاسي الأميركي الذي سيحدد كيفية التعامل معنا، وبصورة خاصة انتخاب الرئيس. لبنان هو الحلقة الأضعف وسيتلقف تداعيات هذه المرحلة”.
وسأل عضو “تكتل الجمهورية القوية” النائب رازي الحاج: “هل تحول بعض النواب إلى منجمين؟ أنا لا أحبذ المواقيت والمواعيد في الاستحقاقات، بل أرى أن الرئيس يجب أن ينتخب وفق الآليات الدستورية والقانونية، لكن حتى الساعة ليس هناك ما يمكن البناء عليه في هذه المرحلة، ورئيس مجلس النواب نبيه بري لم يحدد جلسة منذ أكثر من سنة وثلاثة أشهر، فكيف ينتخب الرئيس؟”.