أقرّ مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، تعيين المهندس محمد علي نزار قباني رئيساً لمجلس الانماء والاعمار ضمن الآلية التي استحصلت على الثقة.
كما قرر المجلس وضع محافظ الشمال رمزي نهرا بتصرف وزير الداخلية، وتكليفه ببعض المهام المرتبطة بعمل الوزارة.
وكان المجلس عقد جلسته عند الساعة الثالثة والنصف بعد ظهر اليوم، وسبقها لقاء جمع الرئيس عون ورئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، تم فيه عرض ابرز المواضيع المدرجة على جدول الاعمال.
تصريح وزير الاعلام
بعد انتهاء الجلسة، تحدث وزير الاعلام بول مرقص الى الصحافيين فقال:
“عقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، بحضور دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام والسيدات والسادة الوزراء الذين غاب منهم الوزراء: محمد حيدر ونزار هاني ونورا بيرقداريان.
في مستهل الجلسة، طلب فخامة رئيس الجمهورية من مجلس الوزراء الوقوف دقيقة صمت حداداً على الوزير السابق عدنان القصار. ثم هنّأ فخامة الرئيس بانتخاب قداسة البابا لاوون الرابع عشر على رأس الكنيسة الكاثوليكية ودولة الفاتيكان، مشيراً الى انه سيشارك في احتفال تنصيب قداسته يوم الاحد المقبل. وأوضح فخامة الرئيس ان زياراته الخارجية التي قام بها لا سيما الى دول الخليج، أظهرت مدى فخر هذه الدول واعتزازها باللبنانيين المقيمين فيها. وقال: “يحزّ في نفوسنا ان تكون هذه الدول الشقيقة تكنّ حباً لا يوصف للبنان، فيما نرى كي يتصرف بعض اللبنانيين تجاه وطنهم”. وأشار الى انه اجرى اتصالاً بولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، وتمنى عليه حصول لقاء بين وزيري الطاقة اللبناني والكويتي للبحث في التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة، وان سمو ولي العهد ابدى تجاوبا ًفورياً، ما يعكس محبة الكويت للبنان شأنها في ذلك شأن دول الخليج التي ترغب في مساعدة لبنان لكن في المقابل، علينا نحن ايضاً ان نساعد انفسنا. ”
وتحدث فخامة الرئيس عن زيارته الأخيرة الى الكويت وقال انها كانت ناجحة ومثمرة، ويكنّ الكويتيون تقديرا ًعالياً لبلدنا حيث تعلم الكثير منهم فيه وعاشوا في ربوعه لسنوات ايضاً. إضافة الى ذلك، قال الرئيس عون، ان وزير الداخلية الكويتي ابلغ امير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ان الجالية اللبنانية مسالمة ومنتجة ولا تفتعل أي مشكلة في البلاد، وهذا امر موضع اعتزاز لنا يوجب التأسيس عليه، ومهمتنا تقتضي الاستفادة من هذه المحبة لأننا لا نتمتع بترف الوقت، ما يفرض علينا الخروج من المتاهات والسجالات التي لا طائل منها والتي تعيق تقدمنا ووضع لبنان على السكة الصحيحة.”
وتابع فخامة رئيس قائلاً: ان دولة الرئيس سلام سيشارك في اعمال القمة العربية في بغداد لاضطراري الى السفر الى الفاتيكان لتمثيل لبنان في قداس تنصيب البابا الجديد، وسأزور في وقت لاحق العراق في زيارة رسمية تلبية لدعوة الرئيس العراقي ورئيس مجلس الوراء لشكر العراق على مواقفه تجاه لبنان، ودعمه وتقديم مساعدات لها. ثم تحدث فخامة الرئيس عن قرار دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة رفع الحظر عن توجه رعاياها الى لبنان، مقدراً تجاوب رئيس دولة الامارات سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقال: يؤسفنا ان نقرأ ونسمع من حين الى آخر وسائل اعلام لبنانية تهاجم دولاً شقيقة على نحو غير مقبول ويسيء الى علاقة لبنان معها، وقد تحرك المدعي العام التمييزي لمتابعة هذا الامر استناداً الى القوانين المرعية الاجراء، وسأبحث مع وزير العدل في الخطوات القانونية التي يمكن اتخاذها لمنع تكرار التعرض للدول الشقيقة والصديقة، لاسيما وان حرية الاعلام يجب ان تكون عاملاً مساهماً في نهوض البلاد وتقدمها ولا تكون عاملاً سلبياً يعيده الى الوراء ويسيء الى العلاقات اللبنانية مع الخارج، خصوصاً وان التعرض لدول شقيقة احدث أجواء متشنجة وهذا ما لا يمكن القبول به.
وأشاد رئيس الجمهورية بالإجراءات المتخذة في مطار بيروت، مطار رفيق الحريري الدولي والتي لاقت ترحيباً من الدول والرعايا الأجانب، مشيراً الى استمرار العمل بمشروع اضاءة طريق المطار.
ثم دان الرئيس عون، وبشدة، الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت مناطق لبنانية، مشيراً الى اجراء اتصالات واسعة في هذا المجال، لاجبار إسرائيل على الالتزام بالاتفاق الذي وقّعت عليه لوقف الاعمال العدائية.
وأشاد فخامة الرئيس بإنجاز الانتخابات البلدية والاختيارية بمرحلتيها الأولى والثانية في محافظات جبل لبنان والشمال وعكار، منوهاً بدور الأجهزة الامنية والقضائية لمواكبتها الفاعلة، لافتاً الى ان الشوائب التي برزت تمت معالجتها، وكذلك معالجة أي شكوى حول التدخل غير القانوني في هذا الاستحقاق حيث تم توقيف اشخاص لتقديمهم رشاوى مالية.”
ثم تحدث دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، فأشار الى موضوع رفع العقوبات الأميركية عن سوريا ومدى تأثير ذلك ايجابيً على لبنان بما من شأنه تسهيل عودة النازحين السوريين الى بلادهم وتسريع إعادة اعمار القرى والمدن في الشمال السوري، إضافة الى تفعيل ربط الطاقة مع مصر والأردن عبر سوريا، إضافة الى امكان تفعيل الاستثمارات اللبنانية في سوريا.
واثنى الرئيس سلام على اشادة الرئيس عون بالإجراءات المتخذة في المطار، والتحسن الكبير الذي طرأ والجهود التي يبذلها وزير الاشغال في هذا الشأن، لافتاً الى معاينته شخصياً مع معالي الوزير الإجراءات المتخذة ميدانياً، والاطلاع على سير الأمور وسبل تحسينها. واعلن عن العمل على تسريع اضاءة طريق المطار كون تأخيرها يتسبب في حصول حوادث على هذا الطريق.
ورحب دولة الرئيس سلام بعودة العلاقات بين لبنان والدول العربية الى عافيتها، ودعا الى وجوب تفعيل عودة الصادرات الى الدول العربية والغربية، والإسراع في عملية استيراد أجهزة “سكانر”.
وهنا عرض وزير الأشغال الصعوبات الادارية والمالية واللوجستية التي تشكل تحديات كبرى أمام استكمال الإنجازات التي تحققت في مطار رفيق الحريري الدولي . كما أفردت الحكومة أيضاً حيزاً خاصاً لموضوع إعادة الأعمار، وأعادت التأكيد على دور اللجنة الخاصة برئاسة دولة رئيس الحكومة التي عقدت عدداً من الاجتماعات لهذه الغاية واستجمعت المعطيات اللازمة وعضوية وزراء الاشغال والطاقة والاقتصاد والمال والبيئة، التي عقدت عدداً من الاجتماعات لهذه الغاية، واستجمعت المعطيات اللازمة عن مسح الأضرار ورصد المبالغ والهبات والقروض التي تقضيها عملية إعادة الأعمار.
ثم أعطي معالي وزير الداخلية والبلدية الكلام، الذي شرح التحديات الإدارية والمالية التي واجهت الجولة الثانية من الانتخابات الأحد الماضي، الأمر الذي اضطر الوزارة إلى ملء الشواغر التي طرأت بسبب هذه الصعوبات، مطمئناً الحكومة والرأي العام إلى ثبوت مصداقية النتائج. ووضع معالي الوزير الحكومة في جو التدابير التي سيتخذها حفاظاً على سلامة العملية الانتخابية، والتي نالت تشجيعاً من فخامة الرئيس والحكومة.
كما قررت الحكومة مواضيع شتى منها:
– وضع محافظ لبنان الشمالي تحت تصرف معالي وزير الداخلية والبلديات، انطلاقاً من مصلحة الإدارة ولتكليفه ببعض المهام المرتبطة بعمل الوزارة.
– تعيين المهندس محمد علي نزار قباني رئيساً لمجلس الانماء والاعمار ضمن الآلية التي استحصلت على الثقة، واعطت تنافسية بين المرشحين، وهي أول تجربة بهذا الحجم لملء ما يقارب 120 مركز شاغر تسلكه هذه الآلية.
– الموافقة على تمديد العمل لقوات اليونيفل.
ثم انتقل مجلس الوزراء إلى دراسة جدول أعماله، وقرر:
-الموافقة على طلب وزارة التربية والتعليم العالي إعطاء مساهمة لصندوق تعاضد أفراد الهيئة التعليمية في الجامعة اللبنانية لتغطية المساعدات الاجتماعية والصحية لعام 2025.
– الموافقة على طلب وزارة العمل تعديل الحد الأقصى للكسب الخاضع لحسومات فرع التقديمات العائلية والتعليمية في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وتعديل قيمة التقديمات العائلية وطريقة توزيعها بين الزوج والزوجة والأولاد.
– الموافقة على طلب وزارة العمل تحديد الاشتراكات المتوجبة على الصحافيين والمصورين اللبنانيين للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
– الموافقة على طلب وزارة الشؤون الاجتماعية المصادقة على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التنمية الاجتماعية مع المملكة الاردنية الهاشمية.
– الموافقة على طلب وزارة شؤون اجتماعية الموافقة على وثيقة الإجراءات العملية الموحدة لتحديد ضحايا الإتجار بالبشر بغية مساعدتهم وحمايتهم في لبنان.
وأبرز ما جاء أيضاً في المقررات، الموافقة على طلب المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي رجوع المدير العام عن استقالته.
– الموافق على طلب وزارة الداخلية والبلديات تعديل قرار مجلس الوزراء رقم 12 /2024 في شقه المتعلق بعدد المأمورين.
– الموافقة على طلب الهيئة العليا للإغاثة الموافقة على تعديل وجهة استعمال سلفة الخزينة المعطاة بموجب المرسوم 14056 بغية تخصيص بدلات الإيواء.
– الموافقة على طلب وزارة التربية والتعليم العالي تمكين التلامذة اللبنانيين الذين تابعوا دراستهم خارج لبنان في الجمهورية العربية السورية أو في أي دولة أخرى والتلامذة السوريين وسواهم من سائر الجنسيات من التقدم إلى الامتحانات الرسمية في العام 2025 لشهادة الثانوية العامة بشروط.
– الموافقة على طلب وزارة الثقافة الموافقة على تسمية الدكتور علي قاسم الصمد كممثل للبنان في المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم- الأونيسكو.
– الموافقة على طلب وزارة الاتصالات إصدار طوابع بريدية تذكارية لرئيس الجمهورية.
حوار
ثم دار بين الوزير مرقص والصحافيين الحوار التالي:
سئل: ماذا عن تعيين رئيس لمجلس الانماء والاعمار؟
أجاب: انه شخص يتمتع بخبرة عملية كبيرة، فهو مهندس ولديه خلفية اكاديمية وعلمية اهّلته وفق الآلية وبعد المقابلة التي أجريت معه، وبناء لمناقشة مجلس الوزراء، ان يتم تعيينه في هذا المنصب.
سئل: ماذا عن وضع محافظ الشمال في التصرف والمعلومات التي تم تسريبها في هذا السياق؟
أجاب: بالنسبة لما يُثار حول محافظ الشمال، لا بد من التروي وعدم الانجرار خلف المعلومات المسربة التي قد تكون غير دقيقة أو مضلّلة. فقد اقترح وزير الداخلية بناءً على ضرورات المصلحة العامة، ولتكليفه ببعض المهام في وزارة الداخلية.
سئل: ما هي أسباب وضعه في التصرف؟.
أجاب: هناك ما يسمى وضع تحت تصرف وزير الداخلية، وهذا شأن اداري يعود لوزير الداخلية، وليست اقالة وتعني ايضاً تكليفه ببعض المهمات الأخرى، وهذا حق محفوظ لوزير الداخلية وقد وافقت عليه الحكومة.
سئل عن تأثير شرط صندوق النقد الدولي اجراء التعيينات الإدارية في مجلس الانماء والاعمار.
أجاب: درسنا موضوع إعادة الأعمار من وجهتين: وجهة موضوعية تتعلق بمسح الأضرار وتقييم المبالغ سواء عن طريق الهبات أو الأعباء المالية ضمن الموازنة أو القروض التي ستصرف، وبالتوازي كان هناك حرص على تعيين رئيس المجلس الانماء والأعمار، ليس فقط للتقاطع مع رغبة المجتمع الدولي، إنما أيضا لأنه لدينا مصلحة لبنانية ذاتية بهذا التعيين الذي اتى بشكل غير متسرع وليثبت أنه بما يخص الوزرات والإدارات العامة التي تسلك هذه الألية وفقا للشفافية والتنافسية المعروضة، تؤدي فعلا إلى تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب، ولو اخذ الامر بعض الوقت.
سئل: هل سيتم تعيين الأعضاء؟
أجاب: قريباً جداً وتتم متابعة آلية التعيين، إضافة الى مجالس وهيئات أخرى سيصار الى تعيينها في الأيام المقبلة.
سئل: هل من خطة معينة في ما خص طريق المطار؟
أجاب: نعم هناك خطة موضوعة ولجنة حكومية ومتابعة واشراف من قبل دولة رئيس الحكومة الذي تابع شخصياً من المطار، برفقة وزير الاشغال، الإجراءات المتخذة، وهناك استكمال لهذه الخطة سواء داخل المطار او الطريق المؤدية اليه، لجهة الامن والانارة.
سئل: الترحيب الكبير برفع العقوبات عن سوريا، هل هناك خطة من مجلس الوزراء للتوجه الى سوريا او السعودية لتحريك الاوضاع؟
أجاب: تمت مناقشة هذا الملف، ولم ينته البحث فيه بل سيتابع بشكل دائم وسيأخذه وقته.
سئل: ماذا عن التشكيلات الدبلوماسية؟
أجاب: لم يتم طرحه في هذه الجلسة.
سئل: هل من أسباب سياسية وراء عدم إعادة الاعمار؟
أجاب: لا تعنينا الأسباب السياسية، تعهدنا بهذا الامر وباشرنا به، وهناك لجنة برئاسة رئيس الحكومة اجتمعت اكثر من مرة وسيتم تفعيل اجتماعاتها بناء لدراسة تتعلق بمسح الاضرار والمبالغ المقدرة.
