مع تراجع احتمال الحرب الإسرائيلية الشاملة على لبنان وتبدّد مناخ التهديدات الغربية والإسرائيلية لصالح أولوية الحلول الدبلوماسية، بانتظار بدء المرحلة الثالثة في غزة المتضمّنة تخفيض العمليات العسكرية وتنفيذ عمليات أمنية موضعية والتراجع خلف خطوط الاشتباك مع المقاومة الفلسطينية، وسط ترقب لمدى انعكاسها على الجبهة الجنوبية، وكيف ستقرأ المقاومة في لبنان الخطة الإسرائيلية الجديدة في القطاع. ولفتت أوساط مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” إلى أن حزب الله سيدرس الواقع الميداني التفصيلي للمرحلة الثالثة في غزة للبناء على الشيء مقتضاه.
وإذ أشارت مصادر دبلوماسية لـ”البناء” إلى أن الجهود الدبلوماسية وبخاصة الأميركية والألمانية مستمرة للجم أي اندفاعة إسرائيلية لتنفيذ هجوم واسع على لبنان في محاولة فرض أمر واقع على الحدود، أفادت مصادر مطّلعة لوكالة “فرانس برس”، بأن “المبعوث الأميركي الخاص للبنان أموس هوكشتاين يلتقي الأربعاء في باريس الموفد الفرنسي الخاص جان-إيف لودريان لإجراء مباحثات جديدة حول لبنان”. وقال مصدران آخران إن “هوكشتاين سيلتقي كذلك مستشارًا في الخلية الدبلوماسية في قصر الإليزيه وهي خلية نشطة منذ أشهر مع وزارة الخارجية للعمل على تجنّب حصول تصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية”.
وأفاد مصدر وزاري لـ”البناء” إلى أن “الرسائل الدبلوماسية للضغط على حزب الله لوقف العمليات العسكرية أو خفضها بالحد الأدنى، لم تتوقف، وأكثرها رسائل أميركية أو وسطاء يوالون الأميركيين، والهدف فصل الجبهة الجنوبية عن جبهة غزة، لكن ردّ حزب الله كان واضحاً بألا نقاش قبل توقف العدوان على غزة، أما الردّ الرسميّ فكان تطبيق القرار 1701 من الجانب الإسرائيليّ قبل الطلب ذلك من لبنان، وإبعاد القوات الإسرائيلية عن الحدود ووقف الخروق الإسرائيلية والانسحاب من الأراضي المحتلة وأن لبنان مستعد للتوصل الى اتفاق ويجري تنفيذه فور وقف العدوان على غزة”.