عشية بدء مرحلة انجاز التحالفات واللوائح للقوى السياسية والحزبية ومجموعات الناشطين والمجتمع المدني على تنوعها، تبرز مشكلة موقع ودور الشارع السني بالمشاركة في هذا الاستحقاق لا سيما في ظل استنكاف الرئيس الحريري وتيار المستقبل عن المشاركة في الانتخابات بالاضافة الى رؤساء الحكومات السابقين.
وقد انضم امس النائب عاصم عراجي الى عدد من نواب المستقبل الذين اعلنوا التزامهم بقرار الحريري وعدم الترشح للانتخابات. وعلم ان نوابا آخرين من كتلة المستقبل اتخذوا مثل هذا القرار، منهم النائب محمد القرعاوي في البقاع الغربي الذي كان ينوي تشكيل لائحة في هذه الدائرة.
ووفقا للمعلومات التي توافرت لـ”الديار” فان الرئيس سعد الحريري استطاع في الايام القليلة الماضية تطويق ومحاصرة التحرك الذي قام ويقوم به الرئيس فؤاد السنيورة للاشراف على تشكيل لوائح رديفة تملأ فراغ انسحاب المستقبل من حلبة الانتخابات بالتعاون مع “القوات اللبنانية”.
وتضيف المعلومات ان السنيورة استطاع احداث خرق لقرار الحريري في طرابلس – المنية من خلال رعاية لائحة تضم مصطفى علوش الذي قدم استقالته من تيار المستقبل والنائبين سامي فتفت وعثمان علم الدين وكريم كبارة نجل النائب محمد كبارة، ومرشح مسيحي محسوب على “القوات”. لكنه لم يتمكن حتى الآن من النجاح في تشكيل لوائح مماثلة في بيروت وعكار وصيدا واقليم الخروب، وفشل في اقناع النائب عاصم عراجي بالتعاون مع “القوات اللبنانية” في زحلة.
وحسب المعلومات، فان السنيورة الذي لم يفصح عن مصير ترشحه للنيابة، يتجه الى عدم الترشح، والاكتفاء بالسعي الى محاولة رعاية تشكيل لوائح تملأ فراغ “المستقبل”.
أما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فانه بدروه يتجه الى عدم الترشح، وسيعلن ذلك في مطلع الأسبوع المقبل، تاركاً الخيار لأعضاء كتلته لاتخاذ الموقف المناسب من ترشحهم أم لا، مع العلم ان النائب نقولا نحاس لن يشارك بدوره في المعركة الانتخابية في طرابلس.
وفي ضوء هذه التطورات والمعطيات المتوافرة بالنسبة للشارع السني، فإن التوقعات تؤشر الى ان نسبة الناخبين السنة ستكون متدنية، وستشهد عملية الاقتراع شبه مقاطعة من جمهور ومناصري الحريري وتيار المستقبل.
ووفقاً للمعطيات أيضاً، فان الازمة المعيشية وازمة النقل ستساهم ايضاً في تخفيض نسبة الاقتراع بصورة عامة، لكن معركة كسر العظم على الساحة المسيحية من شأنها ان تحافظ على نسبة اقبال مرتفعة نسبياً.