استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون سفير تونس في بيروت بوراوي الامام في زيارة وداعية لمناسبة انتهاء عمله الدبلوماسي في لبنان.
وقد شكر الرئيس عون السفير الامام على الجهود التي بذلها خلال ترؤسه البعثة الدبلوماسية التونسية في لبنان على مدى اربع سنوات وتسعة اشهر، لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة، متمنياً له التوفيق في مهامه المقبلة.
والتقى وفد من الأساتذة المتعاقدين في الجامعة اللبنانيةـ تحدث بإسمهم في مستهل اللقاء الدكتور رفيق مرهج، فقال: “كلنا أمل بكم، فخامة الرئيس، فنحن نحمل مطالبنا منذ زمن، ونشكركم لأنكم إستقبلتمونا، نحن الأساتذة المتعاقدون في الجامعة اللبنانية، الجامعة الوطنية التي نعتبرها الجيش الثاني للبنان. فهي كما الجيش، تنتشر على كامل التراب الوطني، حاضنة أبناء هذا الوطن من دون تمييز، وموفّرة لهم سلاح العلم، رأس المال الحقيقي للبقاء والتقدم”.
أضاف: “لقد مضى إثنا عشر عاما على آخر مرسوم تفرّغ صدر في الجامعة اللبنانية، في حين انه يحال سنويا ما يقارب مئة أستاذ الى التقاعد. هذه المدة الزمنية الطويلة تشكّل نزفاً مستمرا للكفاءات، إذ دفعت أزمات البلاد وإنعدام الأفق المئات من زملائنا الى الهجرة، باحثين عن إستقرار وطن بديل، بينما بقينا نحن، نحمل الجامعة على أكتافنا، ندرِّس، نشرف، نبحث ونعاني”.
وقال: “نحن ضباط في موقعنا العلمي ولكن بغير رتبة. نؤدي رسالتنا ونُبقي الجامعة حيَّة على الرغم من كل الصعوبات.” وتابع: “نحن بين أيديكم لا لطلب شفقة، بل لإستعادة حق. التفرغ ليس مطلباً فردياً ولا قطاعياً، بل ضرورة لبقاء الجامعة الوطنية وإستمرار رسالتها وضمان إٍستقرارها”.
وشدد على “اننا سئمنا تكرار الوعود المزمنة. نحن نتطلع الى ملف تفرّغ للمستحقين على قاعدة العدالة الأكاديمية، يكون متوازناً على أساس الشراكة الوطنية الي كفلها الدستور، وبأعداد مقبولة، على ان يصير التفرغ بعده سنوياً كما في سائر المؤسسات”.
وختم: “نضع بين أيديكم هذا الملف المصيري، على أمل ان يكون من أوائل إنجازات عهدكم، ووساما يسجله التاريخ، حين يُكتَب انه في عهد فخامتكم إستعادت الجامعة اللبنانية بريقها، وتحولت من مؤسسة منهكة الى صرح وطني راق. كونوا لنا كما كنتم دوما للبنان، أملا، وقرارا، وضميرا حيَّاً”.
ورد الرئيس عون، مرحباً بالوفد وقال: “إن هذا هو حقكم الطبيعي، وانا مطلع على هذا الملف، وسأتابعه مع وزيرة التربية ورئيس الجامعة، على امل معالجته.” وقال: “إن الجامعة اللبنانية من صلب إهتماماتي، فهي عريقة، وهي من أرقى المستويات. وهي كانت وبقيت، على الرغم من كل ما جرى ويجري محافظة على هذا الرقي، على الرغم كذلك من ضآلة الإمكانات”.
وشدد رئيس الجمهورية على ان “الجامعة اللبنانية هي لكل اللبنانيين ولن نتخلى عنها، وثروة لبنان الأساسية تكمن في العلم والأدمغة. من هنا، إستقبالي لكم هو واجب، ومتابعة هذا الملف وعد مني لكم، وسأعمل عليه وهذا حقكم، لأن الاستثمار في العلم اكثر من أساسي، والفراغات في الجامعة لا تفيدها”.