أعادت الولايات المتحدة الأميركية إلى إيطاليا لوحة جدارية تصوّر هرقل، يعود أصلها إلى مدينة “هركولانيوم” الرومانية القديمة، التي كانت تقع جنوبي إيطاليا، بالقرب من مدينة بومبي، والتي دُمِّرت معها في ثوران بركان فيزوف في العام 79 للميلاد. وتصوِّر الجدارية التي رُسِمت وفق طراز الفن الكلاسيكي لبومبي، هرقل طفلاً وهو يخنق ثعباناً.
وأعيد إلى جانب الجدارية 59 قطعة أثرية أخرى، تمّ تهريبها بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بعد أن أعلنت السلطات الأميركية، في الصيف الماضي، أنّ اللوحة الجدارية وعشرات القطع الأثرية الأخرى التي تمّ تهريبها، وانتهى بها المطاف ضمن مقتنيات خاصة في الولايات المتحدة، سوف تعود إلى إيطاليا.
وكان من بين القطع الثمينة التي عرضها المسؤولون الإيطاليون والأميركيون أمام الصحفيين في روما، إناء “كايلكس” الفخاري العريض الضحل ذا المقبضين، الذي يرجع تاريخه إلى ما قبل 2600 عام، ورأس رخامي منحوت من القرن الثاني قبل الميلاد، يصوِّر الإلهة أثينا.
وقالت إيطاليا إنّ الأعمال المستردة تُقدَّر قيمتها الإجمالية بنحو 20 مليون دولار (18 مليون يورو).
وكان تجار القطع والتحف الفنية قد باعوا هذه القطع، لينتهي بها المطاف ضمن مقتنيات أميركية خاصة، ولا يملك مالكوها أي وثائق تُثبت جلبها بشكل قانوني من إيطاليا.
ويقضي قانون إيطالي، صدر في العام 1909، بعدم إمكانية مغادرة القطع الأثرية التي تمّ التنقيب عنها والعثور عليها في إيطاليا، إلى خارج البلاد من دون إذن، إلا إذا كانت قد نُقِلت قبل صدور ذلك القانون.
وأوضح مساعد المدعي العام في مانهاتن، ماثيو بوغدانوس، أنّه “بالنسبة للآثار الإيطالية، قمنا بتنفيذ 75 مداهمة، واستعدنا أكثر من 500 تحفة أثرية لا تُقدَّر بثمن، تتجاوز قيمتها أكثر من 55 مليون دولار”.
وأحرزت إيطاليا نجاحاً كبيراً في استعادة أعمال فنية وتحف قديمة، إلى درجة أنّها أنشأت متحفاً خاصاً بها في شهر حزيران من العام 2022، تحت اسم “متحف الفن المنقَذ” أو “متحف الفن المستَردّ”، وذلك في كهف يمثّل جزءاً من حمامات الإمبراطور الروماني دقلديانوس القديمة، في العاصمة روما.
