تستعدّ بريطانيا وألمانيا لتوقيع معاهدة شاملة تتضمن بنداً لتقديم الدعم المتبادل في حال تعرّض أي من البلدين لتهديد، حسبما أفاد خمسة أشخاص مطلعين على سير العملية لمجلة “بوليتيكو”.
وكان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني السابق أولاف شولتز وضعا الأساس لهذه المعاهدة من خلال إعلان مشترك الصيف الماضي، تعهدا فيه بتعزيز التعاون في مجالات السلام والأمن والنمو الاقتصادي.
ويأتي الإعلان البريطاني الألماني، في وقت وافق فيه الحلفاء في الناتو، على رفع إنفاقهم الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي.
وأفاد مسؤولان مقيمان في لندن، بأن نص المعاهدة بات “على وشك الاكتمال”. وتوقعا توقيع المعاهدة في 17 تموز الجاري قبل بدء عطلة الصيف البرلمانية في البلدين.
وتشمل المعاهدة فصولاً رئيسية، من بينها فصل مخصص للدفاع يستند إلى “اتفاق ترينيتي هاوس” (Trinity House Agreement) الذي وُقع العام الماضي، وينص على أن أي تهديد استراتيجي يتعرض له أحد البلدين يُعد تهديداً للآخر.
وسيمنح ذلك ألمانيا بنداً للدعم المتبادل مع كلتا القوتين النوويتين في أوروبا، بما يتماشى مع رغبة المستشار الألماني فريدريش ميرتس في تعزيز قدرة الردع الأوروبية بشكل مستقل عن الولايات المتحدة.
ورغم أن المعاهدة ستؤكد على الأرجح التزام البلدين بحلف شمال الأطلسي، باعتباره حجر الزاوية في منظومة دفاعهما المشترك، إلا أن إدراج هذا البند يسلط الضوء على التوجه الأوروبي لتعزيز التعاون الأمني بين الحلفاء، في ظل تراجع الدور الأميركي داخل التحالف الدفاعي عبر الأطلسي.
ويُتوقع أن تتضمن الوثيقة أيضاً، إجراءات إضافية لمعالجة قضايا الهجرة غير الشرعية والنقل والبحث والابتكار. كما ستتضمن التزاماً بتعزيز التبادلات عبر الحدود، وهي مسألة شديدة الحساسية بالنسبة لحكومة ستارمر التي تواجه ضغوطاً متزايدة للحد من الهجرة القانونية وغير القانونية على حد سواء.
وذكرت “بوليتيكو” أن أي اتفاق ملموس بشأن تنقل الشباب سيجري التفاوض عليه على مستوى الاتحاد الأوروبي، بعدما فشلت بريطانيا في التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن ضمن إطار “إعادة ضبط العلاقات” الذي تم الاتفاق عليه في مايو الماضي.
وتُعدّ برلين من أكثر العواصم الأوروبية إلحاحاً في الضغط من أجل تخفيف القيود المفروضة على دخول الشباب إلى بريطانيا. وتُعد المعاهدة بين ستارمر وميرتس ثمرة 18 جولة من المفاوضات، عُقدت ثلاث منها حضورياً في برلين واثنتان في لندن.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية للمجلة: “ستتناول المعاهدة جميع جوانب علاقاتنا الثنائية”.