خاص المدى – جنان جوان ابي راشد
الجيش الابيض الذي وقف اللبنانيون على الشرفات يصفقون امتنانا له، يواجه الخطر يومياً مع عناصر الصليب الاحمر وخصوصاً وسط تزايد اعداد المصابين بفيروس كوفيد 19 القاتل، فهل انتهى التعاطف معهم وهم في الصفوف الامامية دفاعاً عن اللبنانيين؟!
242 اصابة بكورونا في عداد الجسم الطبي والتمريضي وبين العاملين في المستشفيات عدا مصابي الصليب الاحمر. ويأتي تفصيل الاصابات على الشكل التالي: 10 اصابات بين الاطباء بعد استشهاد طبيب واحد في الفترة الاخيرة، 90 اصابة بين الممرضات والممرضين، 110 اصابات بين العاملين كمساعدين ممرضين وعاملين واداريين في المستشفيات.
نقيب الاطباء شرف ابو شرف تحدث لـ”المدى”، معلناً ان الاطباء العشرة في الحجر الصحي لعدم نقل العدوى وهم بحالة جيدة، لكنه أطلق صرخة ودق ناقوس الخطر تجاه قدرة الطواقم الطبية وعدد الاسرّة وأجهزة التنفس التي يحتاج استخدامها الى متدربين اعدادهم قليلة جدا في المستشفيات، فيما يحتاج المرضى الخاضعين للتنفس الاصطناعي الى عناية طبية كبيرة. وأوضح ان عدد اجهزة التنفس يقارب ال700 في لبنان ، الا ان نصفها يستخدم حاليا للمرضى من غير المصابين بكورونا، ويتم تصنيع كميات اضافية منها، لكنّ التحدي هو في ندرة المتدربين على استخدامها، علما ان حوالى 3 بالمئة من المصابين بكوفيد 19 يحتاجون لاجهزة تنفس كما قال نقيب الاطباء.
ودعا ابو شرف الى الحذر والتقيد بالتدابير الوقائية، فالتراخي الحاصل بين اللبنانيين غير مقبول، والسقف سيقع على رأس الجميع وسنصل الى كوارث صحية ومادية واجتماعية نحن بغنى عنها كما قال.
المشكلة الثانية الاكبر هي في الجهاز التمريضي الذي سُجلت في عداده 90 اصابة بكورونا ، اضافة الى 110 اصابات بين العاملين كمساعدين ممرضين وموظفين في المستشفيات.
نقيبة الممرضات والممرضين في لبنان الدكتورة ميرنا ضومط التي اشارت الى أن المصابين في هذا الجهاز حالتهم مستقرة، دقت بدورها ناقوس الخطر، وسألت عمّن سيهتم بالمرضى بعد اصابة هذه الاعداد الكبيرة من الممرضات والممرضين، مطلقةً الصرخة لما يتعرض له القطاع التمريضي، وخصوصا في ظل الضغط الحاصل في المستشفيات بسبب تسريح عدد كبير من الممرضات والممرضين من عملهم في المستشفيات الخاصة، لافتة الى أن هناك ما بين 35 و40% من اعضاء الجهاز التمريضي إما قد تم تسريحهم من عملهم، أو أنهم يتقاضون نصف أجر، أو لا يتقاضون أجورهم.
واكدت ان اضراب النقابة في 5 آب المقبل ما زال مقرراً في موعده، وهو اضراب تحذيري وهدفه الحصول على الحقوق المهدورة للممرضات والممرضين. واكدت ان النقابة أُجبرت على الاضراب الذي ليس هدفاً بل هو اضراب تحذيري، وستكون هناك خطوات تصعيدية يمكن اللجوء اليها، متمنية تحمُّل المسؤولين مسؤولياتهم لعدم الوصول اليها.
اما الصليب الاحمر الذي يتعرض في الخطوط الامامية الى جانب الجسم الطبي والتمريضي لخطر الاصابة بالفيروس، فهناك 32 اصابة في صفوفه بحسب الامين العام للصليب الاحمر اللبناني جورج كتانة الذي اكد لـ”المدى” ان مصدر الاصابات بين العناصر ليس عمليات الاسعاف انما عدوى مجتمعية، فلم تُسجَّل أي حالة خلال عمليات الاسعاف التي تُتخَّذ فيها اعلى معايير الوقاية.