ذكرت مجلة “بوليتيكو” الأميركية أنّ محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب، امس السبت، أثارت غضب الجمهوريين وحماسهم وإشادتهم بقبضة ترامب المشدودة في أعقاب إطلاق النار، بينما أيقظت الديمقراطيين الذين كانوا بالفعل متوترين بشأن تهديد العنف السياسي وتراجع آفاقهم هذا الخريف.
وأوردت المجلة أنه في غضون دقائق من إطلاق النار على تجمع انتخابي لترامب، “تحول غضب الجمهوريين في إزاء إطلاق النار إلى إعجاب باستجابة ترامب الغريزية ثم الابتهاج بتحدّيه، وهو رد فعل أكد على الاضطهاد الذي يشعر به مؤيدوه والطريقة الفورية التي يتم بها معالجة حتى أكثر الأخبار خطورة”.
وبحلول غروب الشمس، وفي غياب أي تقرير ملموس عن هوية مطلق النار المتوفى، كان الجمهوريون يلقون باللوم علناً على خصومهم السياسيين في الحادث، وفق ما تابعت المجلة.
وأكدت “بوليتيكو” أنّ الاتهام كان “صريحاً ومثيراً للانتباه” في الوقت نفسه، فقد استحضر اغتيال الرئيس جون كينيدي في عام 1963، وهو الاغتيال الذي سارع العديد من الديمقراطيين إلى نسبه إلى العداوات اليمينية التي واجهها الرئيس آنذاك في دالاس.
لكن في عالم 2024 الذي تهيمن عليه شبكة الإنترنت دائماً ويتسم باستقطاب شديد، جاءت المطالبات سريعاً، بغض النظر عن نقص المعلومات حول الدافع، بحسب المجلة.
وأشارت إلى أنّ سرعة وكثافة الاستجابة عكست أيضاً الغضب الشديد الذي شعر به العديد من الموالين لترامب قبل فترة طويلة من ليلة السبت، مضيفةً أنّ أنصاره يشعرون أنه تعرض لملاحقة من قبل الحكومة بطريقة تليق بزعيم معارضة منفي.
ووفق ما أردفت المجلة، فربما كان الأمر “صادماً” في تلك اللحظة، ولكن كان هناك سبب دفع العديد من الجمهوريين إلى نشر صور ترامب الملطخة بالدماء بسرعة: “سوف تثبت هذه الصور قوتها السياسية”.
كذلك، لفتت إلى أنه في الحملات الانتخابية، قد يتحول التصور بسرعة إلى واقع، وكثيراً ما تكون الرمزية أكثر أهمية من الجوهر. ومن المرجح أن تكون الصور والفيلم الذي يظهر فيه ترامب وهو يحشد الجماهير الصورة الدائمة لهذه الانتخابات وربما مسيرته السياسية بأكملها.
ونقلت المجلة عن مايك مورفي، الاستراتيجي المخضرم في الحزب الجمهوري، توقعه بأنّ “القبضة المرفوعة سوف تصبح الرمز الأيقوني للمؤتمر”.
ورأت “بوليتيكو” أنه من المرجح أن يحظى الرئيس السابق بتأثير حاشد في استطلاعات الرأي الفورية، مع احتمال تحول المزيد من المستقلين إلى صفه.
ولكن ما هو أقل وضوحاً هو ما إذا كان إطلاق النار من شأنه أن يعجل بدعوات الديمقراطيين لبايدن للانسحاب من السباق، بحسب ما تابعت.
وأشارت المجلة إلى أنّ أكثر ما أثار قلق الديمقراطيين هو ما إذا كان بايدن قادراً على الارتقاء إلى مستوى اللحظة، وما إذا كان سيبدو أشبه بالرئيس الأميركي الأسبق ليندون جونسون وهو يخاطب جلسة مشتركة للكونغرس بعد اغتيال كينيدي أو رئيس مجلس النواب المسن جون مكورماك، جالساً على المنصة.