عبّر الوزير السابق كريم بقرادوني عن قلقه الشديد بسبب عدم يقينه “ما اذا كان الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب سيمارس ضغطاً جدّياً على اسرائيل، علماً أنّه هو الوحيد القادر على ذلك”. وإذ استبعد “أن تكون أي مفاوضات جدّية قد جرت بشأن وقف اطلاق النار”، أبدى اعتقاده بـ”أنّ الوضع سيبقى على ما هو عليه اليوم حتى إشعار آخر، وهذا الاشعار الآخر هو عند الولايات المتحدة الاميركية، فإذا لم تتدخّل وتضغط، فمعناه أن تستمرّ الحرب المدمّرة على لبنان”.
وأكد بقرادوني “أنّ اسرائيل لم تتمكّن من القضاء على حركة “حماس”، وأنّ “حزب الله” لا يزال يقاتل، وبالتالي هي في مأزق لأنّ الاستمرار في الحرب مُكلف مادياً وبشرياً، وإيقافها الآن سيُعدّ خسارة لها، إذ إنّها لم تحقّق أي هدف من أهدافها، لا مع “حماس” في غزّة ولا مع “حزب الله” في لبنان”.
وقال: “لا أحد يعلم في الحقيقة ماذا سيحصل غداً، ولكن في تقديري أنّ الغد ليس بقريب، لأنّ لا شيء يُطرح جدّياً بعد”.
ولفت الى “أن المفاوضات التي كانت تجري قبل قد توقّفت بفِعل شروط اسرائيل العالية السقف، هي تريد أن يستسلم “حزب الله” والأخير لا يعتبر نفسه مضطراً للاستسلام”.
واستبعد بقرادوني أن ينفّذ ترامب ما تعّهد به خطّياً للبنانيين بإنهاء الحرب في لبنان وإعادة السلام والأمن والاستقرار إليه، وتوقّع “أن يبذل محاولات، لكن حتى الآن لا ضغط حقيقياً على اسرائيل، بل شروط، وخلافاً لكل الاعتقادات، فإنّ المحاولة الحقيقية التي حصلت، تمثّلت في مطالبة رئيس مجلس النواب نبيه بري الوسيط الاميركي آموس هوكستين بوقف إطلاق النار أولا ومن بعده يتم النقاش في المواضيع المطروحة من كل الأطراف.”
ولفت بقرادوني إلى “أنّها التجربة الاولى لترامب، فإذا تمكّن من إيجاد تسوية لوقف اطلاق النار، يكون قد قام بخطوة ناجحة لعهده في السنوات الأربعة المقبلة، أما اذا لم يتمكّن من تنفيذ الوعد الذي قطعه علناً فإنّ الوضع الاميركي في الشرق الاوسط سوف يتراجع”.
وعمّا نُقل عن هوكستين أمس بأنّ هناك فرصة لوقف اطلاق النار في لبنان قريباً، سأل بقرادوني:” كم مرّة سمعنا هذا الكلام؟ هو يكرّره فكلّما شاء زيارة اسرائيل، كما أنّه لا يزور لبنان، وفي رأيي سيظل يردّد هذه العبارة الى حين أن يتسلّم الرئيس ترامب السلطة”.
وعن مقرّرات قمة الرياض، شدّد بقرادوني على أن “الامر لا يتعلّق بالقرارات بل بتنفيذها، فمعظم ما ورد في البيان الختامي للقمة تجاه لبنان ايجابي، ولكنّه غير كاف، بل يجب أن يترجم الى أفعال ايجابية، والفعل هو ما يجعلني أقول ما اذا كانت القمة قد نجحت أم أنها فشلت”.
وإذ اعتبر بقرادوني “أنّ لبنان لا يستحقّ ما يحصل معه، واللبنانيون لا يستحقّون ما يحلّ بوطنهم من تدمير وتهجير”، أكّد “أنّ لبنان بعد الحرب سيكون لبنان آخر، لبنان الذي نستحقّ”. وقال: “المسيحيون من دون لبنان معناه لا مسيحيين في المنطقة، لكن ايضاً من دون المسيحيين لا عرب ولا عروبة، وبالتالي فإنّ دور المسيحيين المقبل كبير، لأنّ هناك دوراً آت: دور إعمار من جهة، ودور سلام من جهة ثانية، وبالتالي المسيحيون هم أهل الاعمار والسلام”.