دير انطار، هي إحدى القرى اللبنانية الجنوبية من قرى قضاء بنت جبيل في محافظة النبطية. تبعد 108 كلم عن بيروت وترتفع 600 م عن سطح البحر. يحدّها حاريص والسلطانية جنوباً، المجادل وكفردونين شمالاً، محرونة ومزرعة مشرف غرباً، وخربة سلم شرقاً.
وتتميّز بمساحتها الكبيرة، وبالمواقع والمعالم الأثرية والطبيعية والتاريخية، وبإنتشار بيوتها وقصورها على التلال في إطلالة رائعة.
عدد سكّان البلدة حوالي 8000 نسمة، ويقيم فيها 4000 نسمة، وإبّان الحرب نزح أهالي البلدة إلى كافة المناطق اللبنانية، ولا سيّما إلى بيروت والجبل والشمال.
وفي هذا السياق، أكد نائب رئيس البلدية مصطفى حسن شعيتو أنّ دير انطار صمدت وعانت عند كل عدوان، ونالت حصّتها من الشهادة والمعاناة مثل سائر القرى الجنوبية، وفي الحرب الأخيرة، شاء الله أن يكرمنا بارتقاء ٩ شهداء من أبناء البلدة وعدد من الشهداء من خارجها سقطوا على أرضها فروت دماؤهم ترابها، إلى جانب سقوط عدد من الجرحى. ونبّه إلى “أنّ العدوّ الصهيوني هو مشروع استيطاني تمدّدي توسّعي في المنطقة، والدليل ما يرتكبه على أرض الواقع بحق شعوب المنطقة، وخاصة شعبنا في الجنوب .”
الخسائر لم تقتصر على الأرواح فقط، بل نالت البلدة حصّتها من الخسائر أيضاً في الممتلكات العامة الخاصة والعامة، حيث تسبّب العدوان الإسرائيلي بتدمير البنى التحتية وعدد من الوحدات السكنية بشكل كامل، وبإحداث أضرار مختلفة.
وفي هذا السياق، أوضح شعيتو “أنّ العدو الغاشم ألقى بثقل غدره على منازل البلدة وبنيانها، ممّا أدّى إلى تضرّر أكثر من 400 منزل وتدمير حوالى 30 منزلاً تدميراً كاملاً و 30 منزلاً تدميراً جزئياً، كذلك استهدف شبكات الكهرباء العامة والمولّدات والمياه والانارة العامة وغيرها”، مشيراً إلى أنّ مؤسسة جهاد البناء مسحت الأضرار، كذلك أجرى مجلس الجنوب مسحاً رسمياً تمهيداً لدفع التعويضات للمتضرّرين.
وقال: “نحاول كبلديات، وبكل صراحة، الوقوف إلى جانب أهلنا المتضرّرين قدر الإمكان، ومواساتهم بفقد أعّزائهم وممتلكاتهم، ونسعى جاهدين إلى رفع الأنقاض وبناء ما تهدّم، وذلك بالرغم من كلّ الظروف السلبية المحيطة بنا، والإمكانات المادية شبه المعدومة والأزمة المالية التي تعاني منها كافة البلديات .”
وعليه، دعا شعيتو، السلطة السياسية والجهات المعنية إلى القيام بواجباتهم لتخفيف الأعباء عن كاهل الجنوبيين، ومدّ يد العون لهم”.
وختم بالقول: “إنّ عدوّاً كالعدوّ الاسرائيلي عوّدنا دائماً على عدم الالتزام بأي اتفاق أو قرار دولي، متذرّعاً بحجج واهنة، والتجارب السابقة والحالية هي خير دليل، واليوم شهدنا آلاف الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، فهذه الخروقات والإعتداءات على أهلنا العزّل، وعلى ما تبقّى من بيوتهم ما هي إلا صورة عن العنجهية والغطرسة الاسرائيلية. ونحن لا نرى العدو إلا آلة هدم وقتل وتدمير وتهجير لا تردعها الاتفاقيات ولا القوانين الدولية، لكن بمقابل هذه الآلة، نحن أصحاب حقّ وصاحب الحقّ لا يُقهر”.