عيتا الجبل هي إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء بنت جبيل في محافظة النبطية. يحدّها حاريص غرباً، بيت ياحون شرقاً، تبنين شمالاً والطيري جنوباً. تبعد عن مركز القضاء حوالى 10 كلم، وعن بيروت 112 كلم، وترتفع عن سطح البحر 680 مترا وتمتد على مساحة 499 هكتاراً. ويعتمد سكّانها بشكل أساسي على زراعة التبغ والزيتون، كما يعملون في مصالح مستقلة.
عرفت عيتا الجبل سابقاً “عيتا الزّط” وهو اسم مركّب من جزءين “Itta” بالسريانية، ويعني كنيسة ومجمعاً، والجزء الثاني “الزط” وهم قوم من غير العرب من أواسط آسيا ويعرفون بـ”النَّوَر”، ثم أبدل اسمها إلى عيتا الجبل وفقاً لما ورد في “موسوعة لبنان”.
البلدة ذاع صيتها بفضل وجود كمّ كبير من علمائها الشيعة، أبرزهم السيد جعفر مرتضى العاملي، والسيد جواد مرتضى العاملي، وبالحوزات الدينية، كحوزة الإمام علي بن أبي طالب والموجودة أيضاً في السفارة الايرانية في بيروت وفي مدينة قمّ في ايران.
وروى رئيس البلدية أحمد غزّاوي أنّ عيتا الجبل عانت، كباقي القرى الجنوبية، من الإحتلالات العثمانية والفرنسية والاسرائيلية، وقاومتها جميعاً، والعدوّ فشل في احتلالها أكثر من مرّة، بعدما صدّت هجماته، بفضل جيل من المقاومين ينتمون اليها، والميادين خير شاهد على صولاتهم وجولاتهم البطولية. وفي أيلول 2024، تكرّر سيناريو المعاناة والتهجير لقرب البلدة من الحدود وبسبب تعديات قوات الاحتلال.
وذكر غزّاوي “أنّ البلدة قدّمت خيرة شبابها في الحرب الأخيرة حيث ارتقى 14 شهيداً، جميعهم من أهل العلم والاختصاص وحملة شهادات مدرسية وجامعية ودكتوراه كالشهيد علي حيدر، الدكتور في مادة الفيزياء، فكل شهيد من هؤلاء يساوي اسرائيل واوروبا واميركا برمّتها”. وأشار إلى إصابة “عدد كبير من أبناء البلدة من بينهم 9 جرحى بتفجيرات البيجر وأجهزة “الووكي توكي” وقد عولجوا بين لبنان وايران”.
يبلغ عدد سكان عيتا الجبل الإجمالي نحو 5 آلاف نسمة، ويقيم منهم فيها 2000 شخص صيفاً شتاء ويتوزع الباقي في ضواحي العاصمة وبلاد الاغتراب، فكانوا خير سند لبلدتهم إبّان المحن والحروب.
وأوضح رئيس البلدية “أن القصف الاسرائيلي على البلدة تسبّب بهدم أكثر من 27 منزلاً فيها وبتضرّر كل المباني الأخرى، ولم تسلم دور العبادة فيها ولا مركز الدفاع المدني الذي دمّر بالكامل. كما لم تسلم المقابر، إذ انمحى أثر أكثر من 120 قبراً بفعل القصف والغارات”. وأكّد أنّه “عدو غاشم لا يرحم شيئاً، فتخايلوا أنّ جيشاً يعتبر نفسه أنّه من أقوى جيوش العالم، يسرق أشجار الزيتون من مناطق جنوبية ويقتحم المنازل غير المأهولة ويعيث فيها خراباً قبل أن يفجّرها، فممارساته تعجز الكلمات عن وصفها”.
مع عودة الأهالي فور وقف اطلاق النار، سارعت البلدية لتأمين الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء، في خلال أسبوع، بعدما فتحت الطرقات وأزالت الردم والنفايات”، وأوضح غزّاوي: “عبثاً راجعنا المسؤولين في الدولة، ولو كنا سنعتمد عليهم لكنّا حتماً بلا مياه وكهرباء حتى اليوم، فدولتنا، ويا للاسف، لم تسأل عنّا مرّة ولا تضعنا في حساباتها أصلاً”. وأوضح أنّ “فرق مجلس الجنوب أنهت مسح الأضرار وكذلك مؤسسة جهاد البناء التي دفعت أكثر من 90 بالمئة من التعويضات للمتضرّرين، أمّا المساعدات الخارجية فاقتصرت على مساعدات غذائية وصابون وشامبو وشادر”.
وتمنى غزّاوي أخيراً “أن تقوى المقاومة أكثر فأكثر، فهي من تحمينا، وهؤلاء أهلنا وأولادنا وشبابنا وعزّتنا وكرامتنا وأبطالنا وقد قدّموا تضحيات كبيرة، وتمكّنوا من الوقوف في وجه العدو الصهيوني ومنعوه من التقدم خطوة واحدة فهؤلاء لن يكرّر التاريخ أمثالهم، والله سينصفهم حتماً ومن كان مع الله لا يمكن أن يتغلّب عليه أحد”.