فوضى توزيع الكهرباء: الحقّ على غرفة التحكّم! (فؤاد بزي – الأخبار)

الأربعاء ١٠ كانون الثاني ٢٠٢٤

فوضى توزيع الكهرباء: الحقّ على غرفة التحكّم! (فؤاد بزي – الأخبار)

وصل التقنين القاسي إلى نهايته، وعادت الكهرباء إلى الخطوط مع تفريغ القسم الأول من حمولة باخرة الفيول في الزهراني الخميس الماضي، قبل انتقالها إلى دير عمار لإفراغ بقية الحمولة يوم السبت. ومع إعادة تشغيل مجموعات دير عمار الحرارية دخل إلى الشبكة 240 ميغاواط إضافية ليصبح ناتج الطاقة الكلّي 390 ميغاواط، بعدما كان قد تراجع إلى 150 بسبب شحّ الفيول. قد يكون تبرّؤ مؤسسة الكهرباء من المسؤولية عن تأمين الوقود مفهوماً، إلا أن ذلك لا يعفيها من مسؤولية انعدام العدالة في توزيع الطاقة المتوافرة بين المناطق والمستهلكين

تدنّى إنتاج الطاقة في الأيام الأخيرة من عام 2023 إلى حدّه الأدنى بسبب شحّ الفيول، ووصل الإنتاج الحراري في ذروة الأزمة إلى 150 ميغاواط بعد فصل كلّ مجموعات التوليد الحرارية عن الشبكة، باستثناء واحدة في معمل الزهراني، بحسب بيانات مؤسسة كهرباء لبنان، لتأمين الحدّ الأدنى من الإنتاج لتزويد المرافق الأساسية بالطاقة كالمطار والمرفأ ومضخات المياه والسجون.مع استفحال الأزمة خرجت محطات توزيع الكهرباء من عقالها، وسيطرت المافيات على ساعات التغذية في المناطق، وتحكّم «قبضايات الأحياء» برقاب الناس. وظهرت في بيروت «خدمة تحويل الكهرباء لعشر دقائق لاستخدام المصعد مقابل 300 ألف ليرة»، بحسب أحد العاملين في مؤسسة الكهرباء، و«في الضاحية الجنوبية فرض صاحب مولد قطع الكهرباء عن الحي الذي يغذيه لزيادة المصروف على العدّادات، وإعادة وصل الخطوط التي قطعها أصحابها بعد تركيب طاقة شمسية في منازلهم».

تدني التغذية لا يعني مطلقاً الدخول في العتمة الشاملة، فالطاقة المنتجة تؤمّن ساعة من الكهرباء يومياً على الأقل، في حال وُزّع الإنتاج بشكل عادل. ولكنّ توزيع الكهرباء القليلة المنتجة على المناطق اتّسم خلال أيام الأزمة الأخيرة بلا عدالة وباستنسابية. فمقابل الانقطاع التام للتيار منذ 13 كانون الأول الماضي وحتى السادس من الشهر الجاري في بعض المناطق، وصلت الكهرباء بشكل وُصف بـ«الجيّد» إلى عدد غير قليل من المناطق، وتجاوزت ساعات التغذية في بعضها 8 ساعات يومياً لدرجة سأل فيها أحد سكان هذه المناطق «عن أي أزمة كهرباء تتكلّمون».

وبعد استطلاع عدد من الموظفين في مؤسسة الكهرباء تبيّن أنّ مشكلة التوزيع لم تنته مع العودة الجزئية للتيار بسبب مشاكل لوجستية وبشرية لن تُحلّ قريباً. فـ«خروج محطة التحكم المركزية في مبنى مؤسسة الكهرباء الرئيسي، بسبب انفجار المرفأ، عن العمل جعل من غير الممكن معرفة كيفية توزيع الطاقة المنتجة في المعامل الحرارية بعد وضعها على الشبكة»، بحسب مصادر «الأخبار» في المؤسّسة. اليوم، تتم عملية توزيع الكهرباء من أحد المباني الفرعية للمؤسّسة، وتُستخدم «آلات بدائية تسمح فقط بمعرفة تردّد الكهرباء لعدم السماح بحصول حمل زائد، لكن من دون معرفة ساعات التغذية في المناطق»، ويبقى بالتالي عدد كبير من المدن والأحياء بلا كهرباء لأيام، رهناً لمزاج الموظف أو القبضاي المسيطر، كما حصل خلال الأزمة الأخيرة.
«التوزيع فالت تماماً، والضبط شبه مستحيل»، تقول المصادر التي لا تنفي حصول «عمليات بيع لخطوط الكهرباء في المحطات التي استمرّ التيار بالوصول إليها خلال فترة التقنين القاسي، إذ لا رقابة على الموظفين فيها بسبب غياب غرفة التحكّم الرئيسي». سابقاً، كان توزيع الطاقة مراقباً من قبل المؤسّسة والتفتيش، وكان من الممكن تقديم تقارير ممكننة حول ساعات التغذية في كلّ منطقة. أمّا الآن، فيمكن للموظف المناوب في محطة التحويل الاستنساب في إيصال الكهرباء لمن يشاء من الأحياء. ففي إحدى محطات التحويل، مثلاً، قرّر موظف، بناءً على دراسة لم يطّلع عليها أحد، تصنيف المواطنين إلى فئتين، الأولى تدفع الفواتير والثانية لا تدفع. فقام بتحويل الكهرباء إلى الفئة الأولى لساعات أطول من الفئة الثانية، علماً أنّ «المخرج الذي حصل على ساعات تغذية أطول فيه عدد كبير من الفنادق والمطاعم، وهي الأقل التزاماً بدفع الفواتير»، بحسب المصادر.خدمة تحويل الكهرباء لعشر دقائق لاستخدام المصعد تكلّف 300 ألف ليرة في بيروت

من جهة أخرى، لا يمكن إلقاء اللوم بشكل تام على الموظفين فقط، فـ«هؤلاء يقعون تحت ضغوط مناطقية». ففي غياب قوى الأمن، يُهدّد الموظفون في بعض المناطق في حال عدم تحويل ساعات أطول من الكهرباء، وتُطلق عليهم النار أحياناً، ما جعلهم في الآونة الأخيرة يرفضون المناوبة ويكتفون بتحويل الكهرباء ومغادرة المحطات.

الخطوط المستثناة

حول عدم وصول الكهرباء بشكل كامل إلى بعض المناطق خلال فترة التقنين القاسي، أفاد أحد مديري توزيع الطاقة في المناطق بـ«أنّ الإنتاج وصل إلى حدّه الأدنى، ولولا المعامل المائية التي وضعت 70 ميغاواط على الشبكة لتدنّى الإنتاج إلى ما دون 150 ميغاواط». ولتمرير الأزمة، قامت المؤسّسة بوضع أولويات، المطار، المرفأ، وآبار المياه الرئيسية، وأوصلت الكهرباء فقط إلى محطات التحويل المسؤولة عن إيصال الطاقة إلى هذه المرافق.

وخلال ساعات الليل، أو عند انخفاض استهلاك المرافق المستثناة للطاقة يتم تزويد المناطق التي تتغذى من المحطات نفسها بالكهرباء. في المقابل، «صفّرت المحطات الأخرى، ولم تصلها الكهرباء نهائياً لعدم احتوائها على خطوط مستثناة». وحول الوضع في المناطق، لم ينفِ المدير وجود تجاوزات، وأعادها للسبب ذاته، أي عدم وجود محطة تحكّم مركزية»، ولكنّه أشار إلى أنّ الأحياء لا تتغذى بالكهرباء من محطة تحويل واحدة، ولو كانت متجاورة. ففي الضاحية مثلاً، منطقة حي ماضي تتغذى من محطة الحرج التي تحتوي على خط مستثنى، وبالتالي وصلتها الكهرباء، ولو لساعة يومياً، ومنطقة بئر العبد تتغذى من محطة الضاحية المصفرة، ما يعني عدم حصولها على الكهرباء أبداً.

شارك الخبر

مباشر مباشر

08:16 pm

فضيحة في صفوف جيش العدو.. اعتقال 7 جنود بتهم اغتصاب زملائهم!

08:10 pm

إلغاء عقوبة هبوط ليون للدرجة الثانية في فرنسا وتأكيد مشاركته بالدوري الأوروبي

08:08 pm

المبعوث الأميركي الى سوريا: على قسد أن تقبل بفكرة سوريا موحدة (سكاي نيوز)

07:59 pm

ترامب: نخطط لتسهيل التوصل لتسوية سلمية في السودان وليبيا

07:58 pm

ماكرون يلتقي ستارمر للبحث في قضايا الأمن والدفاع والهجرة غير النظامية

07:55 pm

هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بعقد اجتماع ثالث بين نتنياهو وترامب لكن لم يحدد الموعد بعد

07:47 pm

رئيس الأركان الإسرائيلي: الظروف متوفرة لصفقة أسرى.. الحرب تكلفنا خسائر بشرية مؤلمة

07:46 pm

لا صحة لما يُشاع عن تهديدات إسرائيلية تستهدف مبنى البريد في بعلبك

07:35 pm

“يسرائيل هيوم”: نتنياهو يدرس احتمال تمديد زيارته إلى واشنطن حتى نهاية الأسبوع

07:35 pm

متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: هناك حاجة إلى أن تقوم الدولة اللبنانية بالمزيد لإزالة الأسلحة والبنى التحتية التابعة لحزب الله

07:33 pm

موسكو: حظر دخول الروس إلى أرمينيا يناقض طبيعة العلاقات بين البلدين

07:31 pm

“مهرجان قرطاج” الغى أمسية للفنانة هيلين سيغارا.. والسبب؟

07:29 pm

رئيس وزراء إسبانيا يرفض التنحي عن منصبه

07:26 pm

بعد زيادة عدد المهاجرين.. اليونان تعلن وقف طلبات اللجوء من شمال أفريقيا

07:24 pm

وزيرة الخارجية الكندية: كندا لن تصبح ولاية أميركية أبداً

07:18 pm

تقرير أميركي يكشف عن دولة عربية ستتخذ خطوة نحو استئناف العلاقات مع “إسرائيل”

07:17 pm

جيش العدو الإسرائيلي يوسع هجومه على بيت حانون ويبدأ تطويق المدينة

07:15 pm

طبيب بايدن السابق يرفض الإجابة على أسئلة في شهادة أمام مجلس النواب

07:12 pm

سلسلة لقاءات لوزير الداخلية..

07:11 pm

تعميم صورة موقوفين بجرائم نشل وانتحال صفة أمنية.. هل من وقع ضحية اعمالهما؟

07:09 pm

ترامب: نعتزم فرض رسوم جمركية على واردات 3 دول عربية بدءًا من أب

07:07 pm

تهديد بضرب مبنى في بعلبك.. ماذا قال مصدر أمني؟

06:57 pm

رسامني التقى نواباً وتناول معهم شؤوناً إنمائية

06:52 pm

حزيران 2025 من أكثر الأشهر حرًا في العالم وأشدها حرارة في أوروبا الغربية

06:50 pm

بريطانيا تعرض على لبنان تشييد أبراج مراقبة على الحدود مع “إسرائيل”

06:39 pm

رئيس وزراء مصر: سنترال رمسيس خارج الخدمة.. والاتصالات بدأت تعود

06:37 pm

لازاريني: لا يمكن أن نكون شركاء في تهجير قسري واسع النطاق بغزة

06:34 pm

وزير الصناعة: حان الوقت لنفهم ما يحدث في المنطقة وليلحق لبنان القطار

06:28 pm

اكتشاف منشأ “لابوبو” الأصلي.. تمثال برونزي في متحف صيني

06:22 pm

نتنياهو: كان للطيارين الأميركيين فضل كبير في الحرب مع إيران وله تبعات رائعة

06:16 pm

آرون تايلور جونسون يتصدر سباق “جيمس بوند” بعد استبعاد توم هولاند

06:10 pm

السيطرة على حريق أتى على 3300 هكتار في شمال شرق إسبانيا

06:04 pm

سريع: استهدفنا سفينة “ETERNITY C” خلال اتجاهها إلى ميناء “أم الرشراش” بزورق مسيّر و6 صواريخ مجنحة وباليستية

06:01 pm

“هآرتس:” مقتل 62 جندياً إسرائيلياً في غزة خلال أشهر.. ونتنياهو لم يزر عائلاتهم

05:59 pm

وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل سائق جرافة متعاقد مع وزارة “الدفاع” في معارك خانيونس

05:58 pm

حكم بحبس أنشيلوتي لمدة عام

05:56 pm

الذكاء الاصطناعي يتوقع الفائز في مواجهة ريال مدريد وسان جيرمان

05:53 pm

زيلينسكي يدعو البابا لزيارة أوكرانيا

05:52 pm

سلام استقبل بقرادونيان والأمين العام للطاشناق

05:51 pm

الكوارث المناخية تهدّد أوروبا بخسارة 5% من الناتج المحلي