دفعت إسرائيل امس بالتصعيد على “الجبهة اللبنانية” الى مستوى غير مسبوق بحسب ما جاء في صحيفة “النهار” ان عبر تحويل بعلبك في عمق البقاع الشمالي خط استهداف يبعد عشرات الكيلومترات عن محاور المواجهات على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، وان عبر تسعير حرب التهويل بحيث تبارى رموز اليمين المتطرف بالمزايدات في شأن الهجوم على لبنان. ومع ان هذه الجولة المحمومة الجديدة من التصعيد لا تخرج كثيرا عن سوابق اختراق “قواعد الاشتباك ” التي لا تزال تطبع المواجهات بين إسرائيل و”حزب الله” باطر لم تبلغ بعد حدود السقوط في محظور الحرب الشاملة ، فان مجريات الساعات الأخيرة رفعت الى سقف خطير منسوب المخاوف من الجرعة الكبيرة للتصعيد الذي تمثل في قصف “حزب الله” الجولان بصليات كثيفة جدا من الصواريخ، فيما اغارت المقاتلات الحربية الإسرائيلية على البقاع الشمالي على دفعتين للمرة الثانية في اقل من أربع وعشرين ساعة للمرة الثالثة منذ اندلاع المواجهات بين إسرائيل و”حزب الله” في الثامن من تشرين الأول الماضي.
بلوغ الاحتدام هذا المستوى ترجمته مبارزة بين صقور التطرف في إسرائيل حول لبنان واكبت التصعيد الميداني اذ “افتتحها” وزير الامن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير متوجهاً الى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بقوله : “الجيش مسؤوليتك ويجب بدء الحرب على لبنان الآن”. وأضاف: “توقّفوا عن نشر الفيديوهات وابدأوا بالرد والهجوم الآن”.
وسرعان ما زايد عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي نقلت عنه وسائل إعلام إسرائيلية قوله: “سنهاجم لبنان بقوة كبيرة”. وفي التطورات الميدانية أعلن الدفاع المدني استشهاد شخصين وإصابة 10 أشخاص إثر تعرّض بلدتي السفري والنبي شيت في قضاء بعلبك لغارتين إسرائيليتين، في حين قال الجيش الإسرائيلي انه قصف مركزين للقيادة العسكرية ل”حزب الله” في منطقة بعلبك، استخدمهما الحزب لتخزين وتطوير أسلحة. وقد شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على مبنى سكني في محلة “ضهر العيرون” على طريق بعلبك- رياق الدولية، بين بلدتي السفري وسرعين ، بالقرب من مؤسسة الموسوي، ما أدى إلى تدميره وسقوط شهيد و8 جرحى. وبعد نحو 5 دقائق استهدفت مسيرة إسرائيلية مزرعة عند أطراف بلدة النبي شيت، حيث استهدفت مبنى مؤلفا من 3 طوابق وسط البلدة قرب مرقد السيد عباس الموسوي وسقط فيه شهيد وجريحان .