شربل البيسري – الجمهورية
في نهاية تموز، أدى اغتيال إسماعيل هنية، القيادي البارز في حماس، في طهران إلى تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. تعهدت إيران بالانتقام، مما أدى إلى زيادة المخاوف من هجوم وشيك في إسرائيل. على الرغم من مرور ما يقرب من أسبوعين بدون رد واسع النطاق، لا تزال المنطقة في حالة تأهب.
الاغتيال والآثار المباشرة
قُتل إسماعيل هنية، بعد فترة وجيزة من حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود پزشكيان. إيران، التي تدعم حماس بقوة، ألقت باللوم على إسرائيل في عملية الاغتيال. على الرغم من أن القادة الإسرائيليين لم يؤكدوا تورطهم، إلا أن الحادثة زادت من توتر العلاقات بشكل كبير.
موقف إيران الحساس
تأتي الأزمة في وقت حساس للغاية بالنسبة لإيران. يشير المحللون إلى أن إيران تحاول الموازنة بين الحاجة إلى الرد على الاغتيال بدون التصعيد إلى حرب شاملة مع إسرائيل، وقد يكون التغيير الأخير في السلطة في طهران، مع تولي الرئيس پزشكيان منصبه، يساهم أيضًا في تأخير صياغة الرد.
التأثير الإقليمي
لم يؤثر الاغتيال على إيران وإسرائيل فحسب، بل وضع الشرق الأوسط بأكمله في حالة تأهب. أثارت احتمالية الانتقام مخاوف بين الدول المجاورة والمراقبين الدوليين. تتعقد الوضعية أكثر بتورط جهات فاعلة إقليمية وتحالفات مختلفة، بما في ذلك حزب الله وجماعات أخرى تدعمها إيران.
العوامل المؤثرة في رد إيران
من المحتمل أن تؤثر عدة عوامل على عملية اتخاذ القرار في إيران:
1. الاستقرار السياسي: لا تزال الإدارة الجديدة في طهران تؤسس نفسها، مما قد يتسبب في تأخير اتخاذ القرارات.
2. الاستراتيجية العسكرية: يجب على إيران أن تأخذ في الاعتبار القدرات العسكرية لإسرائيل والعواقب المحتملة لمواجهة مباشرة.
3. العلاقات الدولية: يراقب المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تصرفات إيران عن كثب، وقد دعا إلى ضبط النفس.
4. الضغوط الداخلية: هناك ضغط داخلي كبير داخل إيران للرد بقوة على الاغتيال، كما يتضح من المظاهرات العامة والدعوات للانتقام.
ماذا سيحدث بعد ذلك؟
لا تزال الوضعية متغيرة، مع احتمالات مختلفة. قد تختار إيران الانتقام بوسائل غير مباشرة، مثل دعم الجماعات الوكيلة في المنطقة، أو قد تختار ردًا عسكريًا أكثر مباشرة. يواصل المجتمع الدولي الدعوة إلى الحذر والدبلوماسية لمنع المزيد من التصعيد.
ستكون الخطوات التالية التي تتخذها إيران حاسمة في تحديد استقرار الشرق الأوسط في المستقبل. التوازن الدقيق للقوى وإمكانية نشوب صراع واسع النطاق يجعل هذه اللحظة حاسمة في السياسة الإقليمية.
