بمغادرة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لبنان خالي الوفاض في ختام جولته الأخيرة، أسدلت الأوساط السياسية الستار على حراك اللجنة الخماسية التي قد لا تجتمع مجدداً لكن ذلك لن يمنع أياً من سفرائها من زيارة هذا المسؤول أو تلك الكتلة السياسية. فالرجل، الذي كان ينتظر كثيرون منه أن يحمل جديداً يدفع إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي، أبدَى، بحسب معلومات لـ”الجمهورية”، تشجيعاً ودعماً لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري الحوارية من جهة وأسمَعَ فريق المعارضة، من جهة أخرى، ما يحلو له سماعه من حديث عن “خيار ثالث” على رغم من أنه (أي لودريان) لمس جدياً أن هذا الخيار غير مُتاح، خصوصاً في ضوء ما سمعه من الفريق الآخر من تمسّك بدعم مرشحه والذهاب الى خوض الانتخابات بتنافس ديموقراطي بين مجموعة خيارات.
قال أحد الذين شاركوا في لقاءات لودريان لـ”الجمهورية” ان النتيجة التي انتهت اليها مهمته اكدت ان لا خيار لإنجاز الاستحقاق الرئاسي الّا بالحوار، الذي كان بري هو من دعا اليه منذ بزوغ فجر هذا الاستحقاق الدستوري، وانه بعد كل ما جرى ثبتَ انه لا يمكن التوصّل الى انتخاب رئيس الّا بعد حوار، وهذا الحوار يفضّل ان ينعقد في لبنان وليس في اي مكان آخر خصوصاً انّ الظروف الان هي غير تلك التي فرضت حوار الدوحة عام 2008.